تحتل تلمسان موقعا استراتيجيا جعلها عبر التاريخ مركزا رئيسيا وعاصمة للدول
والممالك المتعاقبة
تتوفر تلمسان على شواهد تاريخية هامة جعلتها متحفا مفتوحا
لندن: عادل بوعكاز
تسمى «جوهرة شمال أفريقيا» و«لؤلؤة المغرب العربي» و«غرناطة أفريقيا».. إنها تلمسان، مدينة تجمع بين عبق التاريخ العريق وعاصمة المنطقة، التي أنجبت رئيسين للجزائر، هما أول رئيس للجمهورية الجزائرية، الرئيس الأسبق أحمد بن بلة (من مواليد مغنية التابعة لولاية تلمسان)، والرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة (عائلته من ندرومة التابعة إداريا لولاية تلمسان)، وأنجبت زعيما آخر مشهورا في الحركة الوطنية الجزائرية يدعى مصالي الحاج، وفنانين مشهورين، خصوصا في الغناء الأندلسي، وكتابا وأدباء لعل أبرزهم المؤرخ المشهور شهاب الدين المقري في القرن السادس عشر، وفي العصر الحديث الكاتب الكبير الراحل محمد ذيب، الذي رُشح أكثر من مرة لجائزة نوبل للآداب.
وتلمسان من مراكز الإشعاع الحضاري التاريخية المعروفة في المنطقة العربية، ومصدر فخر كبير لأبنائها الذين توزعوا عبر التاريخ في مناطق مختلفة من المنطقة العربية وخصوصا في شمال أفريقيا، حيث ينتشر لقب التلمساني، فإلى جانب الجزائر، فلقب التلمساني في دول أخرى كالمغرب وتونس ومصر، ولعلنا نذكر مثلا في مصر طارق التلمساني الذي يعتبر من أهم مديري التصوير السينمائي في مصر والعالم العربي.
تقع تلمسان في شمال غربي الجزائر، وتعتبر ثاني أهم مدينة في الجهة الغربية للجزائر بعد مدينة وهران، وتبعد بأقل من 100 ميل عن الحدود الجزائرية المغربية.
وتحتل تلمسان موقعا استراتيجيا جعلها عبر التاريخ مركزا رئيسيا وعاصمة للدول والممالك المتعاقبة، حيث تقع تلمسان على هضبة تحيط بها أشجار الزيتون والكروم. ورغم قربها من البحر الأبيض المتوسط، مما جعلها أيضا مركزا اقتصاديا وتجاريا هاما، فإن ارتفاع تلمسان بأكثر من 800 متر عن سطح البحر جنبها التعرض للرطوبة وجعل مناخها جافا، وهواءها عليلا. وبحكم مناخها فإن تلمسان حارة في الصيف وباردة في الشتاء وقد تشهد حتى تساقط الثلوج.
ويرجع أصل اسم تلمسان إلى اللغة الأمازيغية (البربرية)، وإن هناك اختلافا في معناه، فهناك من يرى أن معناه «المنبع الجاف»، بينما قال البعض الآخر إن معناها «مدينة الينابيع»، وربما هذا هو الأرجح. وهناك رواية أخرى شعبية تقول إن اسم تلمسان مكون من شقين عربيين «تلم» و«إنسان»، قبل أن تحور وتصبح تلمسان، ولكن كل الدلائل التاريخية لا تدعم هذه الفكرة.
وإن كان الأمازيغ (السكان الأصليون) أول من أرسى تجمعا سكانيا بتلمسان ففد تأسست كمدينة في القرن الرابع الميلادي على يد الرومان قبل أن يغزوها الوندال القادمون من أوروبا.
وقد أصبحت تلمسان واحدة من أهم الحواضر الإسلامية، خصوصا في المغرب الإسلامي بعد الفتح الإسلامي في القرن الثامن الميلادي، وظلت المدينة مركزا مهمّا أو عاصمة للكثير من الدويلات الإسلامية، ولعل أشهرها حكم المرابطين وحكم بني زناتة، الذي بدأ عام 1282م وامتد لثلاثة قرون، وهناك أيضا حكم الدولة الإدريسية، والموحدين، والمرينيين.
وإذا كانت تلمسان تشتهر اليوم بأنها إحدى مدن الفن الأندلسي في الجزائر، وإحدى مدارس الغناء الأندلسي في البلد، خصوصا ما يسمى مدرسة الغرناطي (نسبة إلى مدينة غرناطة) وكذلك الحوزي، فذلك يرجع أساسا إلى استقرار مئات الآلاف من سكان الأندلس، خصوصا من مدينتي غرناطة وقرطبة، الذين فروا إلى تلمسان بعد سقوط الأندلس سنة 1492 في أيدي الإسبان.
وبعد سنوات من ذلك لم تسلم تلمسان هي الأخرى من زحف الإسبان، الذين بعد السيطرة على كامل الأندلس توجهوا إلى جنوب البحر المتوسط، حيث احتل الإسبان المدينة لسنوات طويلة إلى أن استنجد سكان المدينة على غرار كل الجزائر بالعثمانيين، الذين استطاعوا إخراج المحتلين الإسبان منها في عام 1553م لتصبح المدينة تابعة للحكم العثماني، حتى وإن كانت تحظى بنوع من الاستقلال الذاتي عن الباب العالي في الأستانة.
واشتهرت تلمسان بكونها واحدة من محطات طريق الذهب الأفريقي إلى أوروبا، وكانت مركزا هاما يربط بين التجار الأوروبيين والأفارقة ومحطة هامة للتجار الأوروبيين خاصة.
وفي عام 1844 سقطت المدينة في قبضة الاستعمار الفرنسي إلى غاية استقلال الجزائر عام 1962. واصلت تلمسان دورها كأحد مراكز الإشعاع الثقافي والحضاري في الجزائر المستقلة، حيث تعتبر جامعة تلمسان مثلا من أهم الجامعات في الجزائر وقد تم اختيارها أفضل جامعة في البلاد مؤخرا.
والمدينة هي العاصمة الإدارية لولاية تلمسان، التي يبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة، وتضم 22 دائرة و53 بلدية. وقد ترشحت الجزائر بتلمسان لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية للعام المقبل 2011. وهي تشهد حركية ملحوظة تحضيرا لهذه المناسبة الكبيرة، وستشهد المدينة الكثير من الفعاليات الثقافية طوال العام بهذه المناسبة، وقد تكون فرصة جيدة للذي يزور المدينة بهذه المناسبة.
* ماذا تزور؟
- تتوفر تلمسان على شواهد تاريخية هامة جعلتها متحفا مفتوحا، ومن بينها المدينة القديمة المحاطة بالأسوار، وتزخر المدينة بالكثير من المعالم الإسلامية ومن بينها عدد من المساجد الجميلة العتيقة كالجامع الكبير وجامع سيدي بلحسن، كما تتوفر على أضرحة ومزارات، لعل أشهرها ضريح الولي الصالح سيدي بومدين.
ومن بين أبرز المعالم أيضا الآثار المتبقية من مدرسة التشفينية التي بنيت في القرن الـ13 الميلادي، والتي تعتبر أول جامعة في المغرب العربي.
وتشتهر تلمسان بصناعاتها التقليدية وبصناعة المفروشات والسجاد والجلود والمنسوجات الصوفية والحريرية والقطنية، التي أبرزها ابن المدينة الكاتب الجزائري الراحل محمد ذيب، خصوصا في رواية «النول» الشهيرة.
وتتميز تلمسان بصناعة ملابسها التقليدية الجميلة، وخصوصا لباس العرائس. وقد مدح الشاعر الجزائري الكبير ومؤلف النشيد الوطني الجزائري مفدي زكريا تلمسان قائلا:
تلمسان مهما أطلنا الطوافا إليك تلمسان ننهي المطافا و ربما ليس هناك موقع أفضل من هضبة «لالة ستي» من رؤية تلمسان والتمتع بجمالها، حيث توفر الهضبة نظرة بانورامية بديعة للمدينة المترامية الأطراف، التي تمتد على مساحة تقارب 10 كيلومترات مربع، ويمكن الوصول إلى هضبة «لالة ستي» عبر مصعد هوائي (تليفيريك) من وسط المدينة، وتتوفر الهضبة على مرافق سياحية وترفيهية.
وإلى جانب جمال الطبيعة الخلاب في تلمسان وسهولها الخضراء، خصوصا أثناء الربيع، فإنها تحتوي على منابع طبيعية للعلاج بالمياه الطبيعية الساخنة، ومن أشهرها محطة حمام شيغر للعلاج بالمياه المعدنية الساخنة، وحمام بوغرارة، كما تضم المدينة «شلالات لوريط» البديعة بمياهها العذبة، وبضواحي تلمسان أيضا مغارات باهرة الجمال وأماكن جميلة مثل المنصورة، ودائرة ندرومة التابعة لها، والتي تحتوي على الكثير من المعالم التاريخية الإسلامية، كما أنها كانت أيضا مركزا لاستقرار الكثير من العائلات الأندلسية التي فرت من الأندلس بعد استيلاء الإسبان عليها، ولهذا فهي أيضا أحد مراكز الفن الأندلسي سواء في الصناعات اليدوية أو الغناء الأندلسي وخصوصا الحوزي، ومن أبرز مطربي المدينة الشيخ محمد غفور.
وإذا ما اشتهرت تلمسان بكونها إحدى عواصم الغناء الأندلسي التراثي القديم فإنها أيضا لعبت دورا كبيرا في الغناء العصري الجزائري، وخصوصا لون الراي عبر ابني المدينة الشقيقين رشيد وفتحي بابا أحمد، اللذين يعتبران من رواد الأغنية العصرية في الجزائر بعد الاستقلال، سواء كملحنين ومغنين أو كمنتجين، حيث يعتبران رواد التسجيل العصري للأغاني، ومن أوائل من أدخلوا الآلات الغنائية الإلكترونية الحديثة لأغاني الراي، التي سجلت في استوديوهاتهما بتلمسان.
وبإمكان زائر تلمسان اتخاذها أيضا محطة لزيارة المدن المجاورة لها في غرب الجزائر كوهران وسيدي بلعباس وعين تموشنت. وغير بعيد تلمسان، وعلى سواحل البحر الأبيض المتوسط تنتشر الكثير من المدن الساحلية الجميلة والشواطئ البديعة مثل الغزوات ومرسى بن ومهيدي.
* أين تقيم؟
- تتوفر تلمسان على شبكة مواصلات جيدة تربط المدينة سواء بالداخل أو الخارج، حيث تتوفر المدينة على مطار زناتة المربوط برحلات بمطار باريس أورلي عبر شركتين للطائرات، شركة الخطوط الجوية الجزائرية الحكومية، وشركة «إيغل أزور» الخاصة. كما أن تلمسان مربوطة بشكل جيد بالمدن المجاورة في غرب الجزائر، وبباقي أنحاء الجزائر، وسيتعزز ذلك خصوصا مع قرب انتهاء أشغال الخط السريع شرق - غرب، الرابط بين شرق الجزائر وغربها.
وتتوفر تلمسان على عدد من الفنادق الخاصة الصغيرة، ولكن لعل من أشهرها فندق في المدينة هو فندق الزياننين الحكومي المشهور بهندسته الجميلة، والذي يقدم على أنه فندق من أربع نجوم. ومن المنتظر أن يتعزز قطاع الفنادق في تلمسان بفندق تابع لسلسلة فنادق عالمية ... ومن المنتظر افتتاحه في بداية العام المقبل 2011 بالتزامن مع بدء فعاليات تظاهرة «تلمسان عاصمة الثقافية الإسلامية»، وليكون جاهزا لاستقبال ضيوف المدينة
المصدر: علماء الآثار | archaeologists - من قسم: آثار الجزائر - Algeria Archaeology
والممالك المتعاقبة
تتوفر تلمسان على شواهد تاريخية هامة جعلتها متحفا مفتوحا
لندن: عادل بوعكاز
تسمى «جوهرة شمال أفريقيا» و«لؤلؤة المغرب العربي» و«غرناطة أفريقيا».. إنها تلمسان، مدينة تجمع بين عبق التاريخ العريق وعاصمة المنطقة، التي أنجبت رئيسين للجزائر، هما أول رئيس للجمهورية الجزائرية، الرئيس الأسبق أحمد بن بلة (من مواليد مغنية التابعة لولاية تلمسان)، والرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة (عائلته من ندرومة التابعة إداريا لولاية تلمسان)، وأنجبت زعيما آخر مشهورا في الحركة الوطنية الجزائرية يدعى مصالي الحاج، وفنانين مشهورين، خصوصا في الغناء الأندلسي، وكتابا وأدباء لعل أبرزهم المؤرخ المشهور شهاب الدين المقري في القرن السادس عشر، وفي العصر الحديث الكاتب الكبير الراحل محمد ذيب، الذي رُشح أكثر من مرة لجائزة نوبل للآداب.
وتلمسان من مراكز الإشعاع الحضاري التاريخية المعروفة في المنطقة العربية، ومصدر فخر كبير لأبنائها الذين توزعوا عبر التاريخ في مناطق مختلفة من المنطقة العربية وخصوصا في شمال أفريقيا، حيث ينتشر لقب التلمساني، فإلى جانب الجزائر، فلقب التلمساني في دول أخرى كالمغرب وتونس ومصر، ولعلنا نذكر مثلا في مصر طارق التلمساني الذي يعتبر من أهم مديري التصوير السينمائي في مصر والعالم العربي.
تقع تلمسان في شمال غربي الجزائر، وتعتبر ثاني أهم مدينة في الجهة الغربية للجزائر بعد مدينة وهران، وتبعد بأقل من 100 ميل عن الحدود الجزائرية المغربية.
وتحتل تلمسان موقعا استراتيجيا جعلها عبر التاريخ مركزا رئيسيا وعاصمة للدول والممالك المتعاقبة، حيث تقع تلمسان على هضبة تحيط بها أشجار الزيتون والكروم. ورغم قربها من البحر الأبيض المتوسط، مما جعلها أيضا مركزا اقتصاديا وتجاريا هاما، فإن ارتفاع تلمسان بأكثر من 800 متر عن سطح البحر جنبها التعرض للرطوبة وجعل مناخها جافا، وهواءها عليلا. وبحكم مناخها فإن تلمسان حارة في الصيف وباردة في الشتاء وقد تشهد حتى تساقط الثلوج.
ويرجع أصل اسم تلمسان إلى اللغة الأمازيغية (البربرية)، وإن هناك اختلافا في معناه، فهناك من يرى أن معناه «المنبع الجاف»، بينما قال البعض الآخر إن معناها «مدينة الينابيع»، وربما هذا هو الأرجح. وهناك رواية أخرى شعبية تقول إن اسم تلمسان مكون من شقين عربيين «تلم» و«إنسان»، قبل أن تحور وتصبح تلمسان، ولكن كل الدلائل التاريخية لا تدعم هذه الفكرة.
وإن كان الأمازيغ (السكان الأصليون) أول من أرسى تجمعا سكانيا بتلمسان ففد تأسست كمدينة في القرن الرابع الميلادي على يد الرومان قبل أن يغزوها الوندال القادمون من أوروبا.
وقد أصبحت تلمسان واحدة من أهم الحواضر الإسلامية، خصوصا في المغرب الإسلامي بعد الفتح الإسلامي في القرن الثامن الميلادي، وظلت المدينة مركزا مهمّا أو عاصمة للكثير من الدويلات الإسلامية، ولعل أشهرها حكم المرابطين وحكم بني زناتة، الذي بدأ عام 1282م وامتد لثلاثة قرون، وهناك أيضا حكم الدولة الإدريسية، والموحدين، والمرينيين.
وإذا كانت تلمسان تشتهر اليوم بأنها إحدى مدن الفن الأندلسي في الجزائر، وإحدى مدارس الغناء الأندلسي في البلد، خصوصا ما يسمى مدرسة الغرناطي (نسبة إلى مدينة غرناطة) وكذلك الحوزي، فذلك يرجع أساسا إلى استقرار مئات الآلاف من سكان الأندلس، خصوصا من مدينتي غرناطة وقرطبة، الذين فروا إلى تلمسان بعد سقوط الأندلس سنة 1492 في أيدي الإسبان.
وبعد سنوات من ذلك لم تسلم تلمسان هي الأخرى من زحف الإسبان، الذين بعد السيطرة على كامل الأندلس توجهوا إلى جنوب البحر المتوسط، حيث احتل الإسبان المدينة لسنوات طويلة إلى أن استنجد سكان المدينة على غرار كل الجزائر بالعثمانيين، الذين استطاعوا إخراج المحتلين الإسبان منها في عام 1553م لتصبح المدينة تابعة للحكم العثماني، حتى وإن كانت تحظى بنوع من الاستقلال الذاتي عن الباب العالي في الأستانة.
واشتهرت تلمسان بكونها واحدة من محطات طريق الذهب الأفريقي إلى أوروبا، وكانت مركزا هاما يربط بين التجار الأوروبيين والأفارقة ومحطة هامة للتجار الأوروبيين خاصة.
وفي عام 1844 سقطت المدينة في قبضة الاستعمار الفرنسي إلى غاية استقلال الجزائر عام 1962. واصلت تلمسان دورها كأحد مراكز الإشعاع الثقافي والحضاري في الجزائر المستقلة، حيث تعتبر جامعة تلمسان مثلا من أهم الجامعات في الجزائر وقد تم اختيارها أفضل جامعة في البلاد مؤخرا.
والمدينة هي العاصمة الإدارية لولاية تلمسان، التي يبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة، وتضم 22 دائرة و53 بلدية. وقد ترشحت الجزائر بتلمسان لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية للعام المقبل 2011. وهي تشهد حركية ملحوظة تحضيرا لهذه المناسبة الكبيرة، وستشهد المدينة الكثير من الفعاليات الثقافية طوال العام بهذه المناسبة، وقد تكون فرصة جيدة للذي يزور المدينة بهذه المناسبة.
* ماذا تزور؟
- تتوفر تلمسان على شواهد تاريخية هامة جعلتها متحفا مفتوحا، ومن بينها المدينة القديمة المحاطة بالأسوار، وتزخر المدينة بالكثير من المعالم الإسلامية ومن بينها عدد من المساجد الجميلة العتيقة كالجامع الكبير وجامع سيدي بلحسن، كما تتوفر على أضرحة ومزارات، لعل أشهرها ضريح الولي الصالح سيدي بومدين.
ومن بين أبرز المعالم أيضا الآثار المتبقية من مدرسة التشفينية التي بنيت في القرن الـ13 الميلادي، والتي تعتبر أول جامعة في المغرب العربي.
وتشتهر تلمسان بصناعاتها التقليدية وبصناعة المفروشات والسجاد والجلود والمنسوجات الصوفية والحريرية والقطنية، التي أبرزها ابن المدينة الكاتب الجزائري الراحل محمد ذيب، خصوصا في رواية «النول» الشهيرة.
وتتميز تلمسان بصناعة ملابسها التقليدية الجميلة، وخصوصا لباس العرائس. وقد مدح الشاعر الجزائري الكبير ومؤلف النشيد الوطني الجزائري مفدي زكريا تلمسان قائلا:
تلمسان مهما أطلنا الطوافا إليك تلمسان ننهي المطافا و ربما ليس هناك موقع أفضل من هضبة «لالة ستي» من رؤية تلمسان والتمتع بجمالها، حيث توفر الهضبة نظرة بانورامية بديعة للمدينة المترامية الأطراف، التي تمتد على مساحة تقارب 10 كيلومترات مربع، ويمكن الوصول إلى هضبة «لالة ستي» عبر مصعد هوائي (تليفيريك) من وسط المدينة، وتتوفر الهضبة على مرافق سياحية وترفيهية.
وإلى جانب جمال الطبيعة الخلاب في تلمسان وسهولها الخضراء، خصوصا أثناء الربيع، فإنها تحتوي على منابع طبيعية للعلاج بالمياه الطبيعية الساخنة، ومن أشهرها محطة حمام شيغر للعلاج بالمياه المعدنية الساخنة، وحمام بوغرارة، كما تضم المدينة «شلالات لوريط» البديعة بمياهها العذبة، وبضواحي تلمسان أيضا مغارات باهرة الجمال وأماكن جميلة مثل المنصورة، ودائرة ندرومة التابعة لها، والتي تحتوي على الكثير من المعالم التاريخية الإسلامية، كما أنها كانت أيضا مركزا لاستقرار الكثير من العائلات الأندلسية التي فرت من الأندلس بعد استيلاء الإسبان عليها، ولهذا فهي أيضا أحد مراكز الفن الأندلسي سواء في الصناعات اليدوية أو الغناء الأندلسي وخصوصا الحوزي، ومن أبرز مطربي المدينة الشيخ محمد غفور.
وإذا ما اشتهرت تلمسان بكونها إحدى عواصم الغناء الأندلسي التراثي القديم فإنها أيضا لعبت دورا كبيرا في الغناء العصري الجزائري، وخصوصا لون الراي عبر ابني المدينة الشقيقين رشيد وفتحي بابا أحمد، اللذين يعتبران من رواد الأغنية العصرية في الجزائر بعد الاستقلال، سواء كملحنين ومغنين أو كمنتجين، حيث يعتبران رواد التسجيل العصري للأغاني، ومن أوائل من أدخلوا الآلات الغنائية الإلكترونية الحديثة لأغاني الراي، التي سجلت في استوديوهاتهما بتلمسان.
وبإمكان زائر تلمسان اتخاذها أيضا محطة لزيارة المدن المجاورة لها في غرب الجزائر كوهران وسيدي بلعباس وعين تموشنت. وغير بعيد تلمسان، وعلى سواحل البحر الأبيض المتوسط تنتشر الكثير من المدن الساحلية الجميلة والشواطئ البديعة مثل الغزوات ومرسى بن ومهيدي.
* أين تقيم؟
- تتوفر تلمسان على شبكة مواصلات جيدة تربط المدينة سواء بالداخل أو الخارج، حيث تتوفر المدينة على مطار زناتة المربوط برحلات بمطار باريس أورلي عبر شركتين للطائرات، شركة الخطوط الجوية الجزائرية الحكومية، وشركة «إيغل أزور» الخاصة. كما أن تلمسان مربوطة بشكل جيد بالمدن المجاورة في غرب الجزائر، وبباقي أنحاء الجزائر، وسيتعزز ذلك خصوصا مع قرب انتهاء أشغال الخط السريع شرق - غرب، الرابط بين شرق الجزائر وغربها.
وتتوفر تلمسان على عدد من الفنادق الخاصة الصغيرة، ولكن لعل من أشهرها فندق في المدينة هو فندق الزياننين الحكومي المشهور بهندسته الجميلة، والذي يقدم على أنه فندق من أربع نجوم. ومن المنتظر أن يتعزز قطاع الفنادق في تلمسان بفندق تابع لسلسلة فنادق عالمية ... ومن المنتظر افتتاحه في بداية العام المقبل 2011 بالتزامن مع بدء فعاليات تظاهرة «تلمسان عاصمة الثقافية الإسلامية»، وليكون جاهزا لاستقبال ضيوف المدينة
المصدر: علماء الآثار | archaeologists - من قسم: آثار الجزائر - Algeria Archaeology
الأربعاء أكتوبر 07 2015, 11:28 من طرف مهاجي30
» الفرض الاول علمي في مادة الأدب العربي
السبت نوفمبر 22 2014, 14:57 من طرف slim2011
» الفرض الاول ادب عربي شعبة ادب و فلسفة
السبت أكتوبر 18 2014, 06:35 من طرف عبد الحفيظ10
» دروس الاعلام الآلي كاملة
الثلاثاء سبتمبر 23 2014, 09:24 من طرف mohamed.ben
» دروس في الهندسة الميكانيكية
الخميس سبتمبر 18 2014, 04:37 من طرف nabil64
» وثائق هامة في مادة الفيزياء
الأربعاء سبتمبر 10 2014, 21:12 من طرف sabah
» طلب مساعدة من سيادتكم الرجاء الدخول
الجمعة سبتمبر 05 2014, 19:57 من طرف amina
» مذكرات الأدب العربي شعبة آداب و فلسفة نهائي
الجمعة سبتمبر 05 2014, 19:53 من طرف amina
» مذكراث السنة الثالثة ثانوي للغة العربية شعبة ادب
الثلاثاء أغسطس 19 2014, 07:29 من طرف walid saad saoud
» les fiches de 3 as* projet I**
الجمعة يوليو 11 2014, 11:51 من طرف belaid11