الفصل الثاني
الشعر في عصر الانحدار
1ً- أبرز الشعراء:
رسم الشعراء في هذه العصور الواقع الاجتماعي والسياسي الذي عاشه الناس إبّان ذلك ،ولكن اهتمام المماليك بالجيش وانصرافهم عن إكرام الشعراء جعل الكثير منهم يشكو الفقر ويتحول إلى مهن وحرف يقتات منها طعامه فكان منهم الدهّان والجزّار والكمّال والحماميّ، والنزر اليسير منهم من يعيش من الكتابة . وقد أسرف الشعراء في استخدام العامية والألفاظ الصريحة ، وكتبوا في الفنون الشعبية ، ومع ذلك فقد برز منهم شعراء أفذاذ منهم:
1-شرف الدين الأنصاري (عبد العزيز بن محمد الدمشقي )
الذي ولد في دمشق سنة (586هـ) وسكن مدينة حماة إلى أن توفي فيها سنة (662هـ) توثقت صلته بالأسرة الأيوبية ، وتقلد بعض المناصب ووحد الصلات بين ملوك مصر وملوك الشام . كان شاعراً وفقيهاً، كتب في المديح والغزل والزهد ومناسبات التهنئة، يمتلك طبعاً سليماً، يبتعد عن التعقيد، اهتم بالتورية ووصفه الصفدي بالجزالة والفصاحة والبلاعة.
مدح المنصور الثاني ملك حماه الذي اشترك مع قطز في قتال التتار:
دعت العدا فضمنت ثلَّ عروشها ولقيتها فأخذت فلَّ جيوشها
2- الشاب الظريف: (شمس الدين بن عضيف الدين التلمساني)
الذسي ولد في القاهرة عام (611هـ) ونشأ في دمشق ومات فيها شاباً.كان أبوه شاعراً أورثه مرض الشعر وكان الشاب الظريف معروفاً بالعبث والمجون والغزل والاهتمام بالبديع ومناظر الطبيعة من خلال إقامته بمنزل يقع على سفح قاسيون.ارتقي قمة المجد الأدبي ولقي شعره رواجاً لسهولته وعذوبته، كتب في المدح والغزل والخمريات.كان غزله تقليد للشعراء السابقين له، من ذلك قوله في منزله:
يا قطر عمّ دمشق واخصص منزلاً في قاسيون وحله بنبات
وتريخي يا ورق فيه ويا صبا مرِّي عليه بأطيب النفحات
3- الشهاب محمود:
ولد الشهاب محمود بن سلمان الحنبلي في حلب عام (644هـ) وعكف منذ طفولته على طلب العلم ولقي مشاهير العلماء فهم ابن مالك، وبرع في الأدب وتضلّع في الفقه وفاق أقرانه، كان هادئ الطبع، جمّ التواضع، ولّي ديوان الإنشاء في دمسق، وكتب لدواوين مصر له تصانيف كثيرة، يعد شعره سجلاً لانتصارات المسلمين على الفرنجة والتتار من ذلك مدحه للسلطان الممولكي المنصور قلوون:
الله أكبر هذا النصر والظفر هذا هو الفتح لا ما تزعم السِّير
غر العدا منك حلمٌ تحته همم لأشقر البرق من نجميلها غرر
توفي الشهاب عام (725هـ) .
4- صفي الدين الجلّي:
ولد الشاعر عبد العزيز بن سرايا في مدينة الجلَّة بالعراق وهاجر إلى ماردين بعد أن تأدّب في الجلّة، فنظم الشعر فيها وأصبح شاعراً للدولة الأرتقية، ثم انتقل إلى مصر والتقى بالسلطان الناصر محمد بن قلوون وحدحه بقصيدته التي مطلعها:
أسلبن من فوق النهود ذوائباً فتركن حبّات القلوب ذوائبا
وهي معارضة لقصيدة المتنبي التي مطلعها:
بأبي الشموس الجانحات غورابا اللابسات من الحرير جلاببا
ثم عاد إلى ماردين وتوفي في بغداد، وله ديوان شعر مقسم حسب فنون الكلام في أحد عشر باباً من ذلك قوله واصفاً الربيع:
خلع الربيع على غصون البان حُللاً فواضلها على الكثبان
وتنّوعت بسط الرياض فزهرها متباين الأشكال والألوان
وكأنّما الأغصانُ سوق رواقص قدقيِّدت بسلاسل الرّيحان
5- ابن نباتة المصري:
ولد جمال الدين محمد بن محمد المصري عام (686هـ) في القاهرة وتوفي فيها عام (768هـ) وتمرّس بالكتابة على أيدي رؤساء الدواوين في القاهرة، ثم رحل إلى الشام واتصل بالملك المؤيّد صاحب حماه، وله قصائد في المدح والرثاء والغزل والوصف والهجاء والتهنئة و التعزية، وكان متبرماً من الفقر الذي حلّ به أغرم بالصناعة البديعية، وعدّ أمير الأدباء فيها من ذلك قوله في الملك المؤيّد:
وقد أمنتنا دولة ذويّة فما نختشي اللأواوك نتخسَّعُ
رعى الله أيّام المؤيّد إننا وجدنا بها أهل المقاصد قد رعوا
2ً- أبرز أغراض الشعر في عصر الانحدار:
كتب الشعراء في هذا العصر في معظم أغراض الشعر العربي وأضافوا ما استجد في عصرهم من قضايا أخرى، وأهم هذه الأغراض:
1- الممارسة والنضال:
وهو غرض كان له من الأهمية المنزلة العظيمة بسبب صراع العرب المسلمين مع الفرنجة والتتار إذ أن الشعراء حملوا على عاتقهم مهمة تحميس الجند من أجل الجهاد والنضال، وكانت المعارك التي وقعت بين المسلمين من جهة والتتار والصليبين من جهة ثانية مادة حية لهذه الأشعار والتصفح لشعر الجهاد والنضال في هذا العصر يجد كماً كبيراً من الأشعار بعضها يبكي سقوط الخلافة، وبعضها يدعو إلى الجهاد من أجل استعادتها من ذلك قول تقي الدين اسماعيل التنوخي:
لسائل الدمع عن بغداد أخبارُ
فما وقوفك والأحباب قد ساروا
تاج الخلافة والربع الذي سرُفت
به المعالم قد عفّاه إقفارُ
ومن ذلك أيضاً قول شهاب الدين محمود الكوفي:
إن لم تقرح أدمعي أجفاني من بعد بعدكم فما أجفاني
إنسان عيني مذ تناءت داركم ما راقه نظر إلى إنسان
وإذا كان الزنكيون والأيوبيون قد تولوا عبء الصراع مع الفرنجة ، فإن المماليك قد تولوا عبء الدفاع ومنزلة المغول ، وقد استطاع الملك المملوكي قطز أن يقضي على المغول ويردّ زحفهم بعد أن احتلوا حلب وحماة ودمشق ، وقد قام قطز بقتل رسل المغول الذين جاؤوا يدعونه إلى الاستسلام ، وكانت عين جالوت المعركة الحاسمة إذا اعتبرت من أهم معارك المسلمين ، ووصنعت في مصاف معركة اليرموك و القادسية والزلاقة، ومن الشعراء الذين قللوا في تلك الفترة الشاعر شرف الدين الأنصاري في مدح المنصور الثاني:
جرّدت يوم الأربعاء عزيمة خفيت عواقبها عن الإدراك
وأقمت في يوم الخميس مبالغاً في الجمع بين طوائف الأتراك
قعّدت أبطال التتار بصولةٍ تركهم كالصّيد في الأشراك
وهذا ايضاً على الفرنجة و المغول، وقد قضى في إحدى المعارك على ثلاثة آلاف منهم وذلك في الجزيرة (671هـ) :
سر حيث شئت لم المهيمن جار واحكم فطوع مرادك الأقدار
حملتك أمواج الفرات ومن رأى بحراً سواك تقله الأنهار
وقد فتح المماليك بعد الظاهر بيبرس بزعامة المنصور قلاوون طرابلس الشام، وبناها من جديد بعد أن خربها التتار وفتحت عكة من قبل الأشرف خليل ابن منصور قلاوون.
ولمّا هاجم الفرنجة الاسكندرية عام (767هـ) وأسروا ونهبوا وقتلوا قسماً كبيراً منها، رثى لشهاب الدين ابن مجلة هذا الثغر قائلاً:
أتاها من الإفرنج سيون مركباً وضاقت بها العربان في البرّ والبحر
أتوا نخوها هجماً على حين غفلة وباعهم في الحرب يصر عن فتر
وقد صور شعر الحماسة الأحداث العامة في ذلك العصر وعبّر عن الآلام والآمال واتجه نحو التصنع والتلاعب اللفظي، وقد كان شعراء ذلك العصر يشعرون بالغربة عن أوطانهم بينما الحكام يعيشون بازدواجية، مع أن العواطف في شعر ذلك العصر كانت صادقة بسبب الأحداث الجسام.
وأهم الصفات المشتركة بين قصائد ذلك العصر:
1- الإشادة بالفتح والفاتحين.
2- جعل عمل الفاتح خالصاً لله.
3- التهنئة بالنصر.
4- وصف فرح الناس بالنصر.
5- تصوير المدن المفتوحة.
6- وصف المعارك حول القلاع.
7- التأكد والتأكيد على إبادة الأعداء.
8- التفاؤل بانتصارات جديدة.
9- قفل القصيدة بالدعاء والثناء.
2- المديح:
ويتضمن هذا الغرض أنواع عدة:
آ- المدائح النبوية: وهي قصائد قيلت في مدح الرسول محمد عليه السلام وآل بيته، وقد ساعد على ظهورها العوامل التالية:
1- اضطراب الأحوال السياسية
2- سوء الأحوال الاجتماعية
3- قلة الموارد الاقتصادية
4- تكالب الطامعين بالأمة وخيراتها.
وقد دفعت هذه العوامل الناس إلى الالتصاق بالدين والاستشفاع بالرسول لتفريج الكرب، وقد غذّي المماليك اتجاه الاحتفالات الدينية مما جعل هذا اللون من أنشط الألوان الأدبية.
وقد ذكر الشعراء معاني لهذه المدائح منها: أخبار الرسول – صفاته ومعجزاته- الحديث عن المدينة المنورة- ذكر آل البيت – ذكر الخلفاء الراشدين . من ذلك ما قاله البوصيري:
أمن تذكر جيران بذي سلم فرجت دمعاً جرى من مقلة بدم
أم هبّت الريحُ من تلقاء كاظمةٍ وأومض البرق في الظلماء ومن إضم
وقد حذّر الشاعر في نهج بردته من هوى النفس وقال:
النفس كالطفل إن تهمله شبّ على
حبّ الرضاع وإن تفطمه ينفطم
فاصرف هواها وحاذر أن توليه
إنّ الهوى ما تولّ يصم أو يصم
ب- مدح الحكام والعظماء:
وقد سار هذا المدح على طريقة الأقدمين طلباً للعطاء والنوال ولبلوغ المراتب الوظيفية عند السلاطين ولن تقعد معانيه الشجاعة والكرم والحكم والعلم، وقد أغار شعراء هذا العصر على معاني غيرهم واستباحوا ورجعوا إلى ظاهرة الوقوف على الأطلال أو الغزل أو وصف الطبيعة.
يقول ابن نباته مادحاً الشهاب محمود الشاعر الذي كان من كبار الإنشاء وكاتب السر للملك :
إمامٌ إذا هزّ اليراع مفاخراً به الدّهر قال الدهر لست هناكا
علوت فأدركت النجوم فصفتها كلاماً ففقت القائلين بذاكا
ج- مدح الأصدقاء والأقرباء:
وغالباً ما يكون أقرب إلى الصدق وإن كانت المبالغات تغزو معانيه، وتسيطر عليه الصنعة البديعية، من ذلك ما مدح به ابن نباته صفي الدين الجلّي:
3- الرثاء:
نظراً للأحداث الجسام التي مرت على الأمة الإسلامية وما حصل من معارك نتج عنها الموت والقتل والتخريب فقد واصل شعراء هذا الغرض فن الرثاء، فقد برز في هذا الغرض ثلاثة أنواع:
1- المراثي الخاصة: التي قيلت في أناس أعزاء على قلب الشاعر كما في رثاء يحيى شرف الدين لزوجه فاطمة بنت عبد الله الموصوفة بالفضل والكرم .فيقول:
وما فاطمٌ إلاّ الحور أخرجت
لنعرف قدر الحور قمّت ردّت
وكما في رثاء صفي الدين الجلّي لعبدٍ مملوك له، ربّاه من صغره حتى صار كاتباً فطناً:
هدّ قلبي من كان يؤنس قلبي إذ نبذناه بالعراء سقيماً
ونأى يوسفي فقد هذبت عبد مناي من حزنه وكنت كظيماً
2- المراثي العامة: وهي كثيرة تقوم على الإشادة بصفات المرثي وكريم مزاياه
من خلال المبالغة والصنعة من ذلك قول ابن نباته في رثاء الملك المؤيّد:
ليت الجمام حبا الأيام موهبة فكان يفني بني الدنيا ويبقيه
لهفي على الخيل قد وقت صواهلها حقَّ العزا فهو يشبجيها وتشجيه
3- رثاء الممالك والمدن: كما في رثاء بغداد التي سقطت بيد المغول:
إن لم تقرح أدمعي أجفاني من بعد بعدكم فما أجفاني
إنسان عيني مذ تناءت داركم فما راقه نظرٌ إلى إنسان
ومن ذلك أيضاً قول تقي الدين:
ناديت والسبي مهنوك يجرههم إلى السّفّاح من الأعداء وعّار
يا للرجال لأحداث تحدثونها بما غدا فيه إعذارٌ وإنذارٌ
وأيضاً قول بهاء الدين الهائي يرثي دمشق:
لهفي على تلك البروج وحسنها حفّت بهن طوارق الحدثاني
كانت معاصم نهرها فضية والآن صرنا كذائب العقيان
4- الغزل:
وهو غرض أكثر منه الشعراء في العصر المملوكي فأفردوه حيناً بقصائد مستقلة وجعلوه أحياناً في مطالع مدائحهم وقد كان هذا الغزل يطل برأسه من خلال العتاب والرضى والافتتان والشكوى تعبيراً عن المشاعر يحمل في طياته التقليد حيناً والتجديد أحياناً أخرى، وقد انطلق شعراء هذا العصر بغزلهم من مفاهيم جمالية تقليدية غالباً وتحدث الغزل عندهم عن:
آ- وصف محاسن الحبيب: حيث شبّهوا وجهه بالبدر والشمس وشعره بالليل، ورحيق الثغر بالخمر، ونظرات العيون بالسهام والحواجب بالقسي، وقدّه بالرماح وصدغه بالعقربة. ومن ذلك ما قاله التلعفري:
لو تنعق الشمس قالت وهي صادقة ما فيَّ فيها، وما فيَّ الذي فيها
هبني أماثلها نوراً وفرط سناً من أين أملك معنى من معانيها
ب- وصف أموال المحبين: حيث جعلوا المحبّ يحزن وشوق وصبابة، وجعلو المحبوبة قاسية ظالمة لا تلين، وجعلوا وصله أبعد من الثريا .
ج- الحديث عن الوشاة والرقباء: ومتاعب وعثرات الحب حيث اتهموا العذال بالبلادة، وجعلوا أعين الرقباء مخيفة نظارتها حاقدة وحاسدة، وذلك لينتهزوا الفرص و لينهلوا مما يطيب لهم.
د- الحديث التركي والمغولي والهندي والفارسي والإفرنجي والكردي والزنجي: وتغيرت معايير الجمال من العيون النجلاء الحوراء إلى العيون الضيقة.
يقول ابن نباتة:
وحبيب إليّ يفعل فعال الأعداء بالأجداء
ضيق العين إن رنا واستمعنا وعناء تسمّع النجلاء
وأيضاً :
بهت العذول وقدر رأي ألحاظها تركية تدع الحلم سفيهاً
فثنى الملام وقال دونك والأسى
هذي مضايق لست أدخل فيها
وكذلك وصفوا العيون الزرقاء كما في قول ابن نباته:
وأزرق العين يمضي حدّ مقلته مثل السنان بقلب العاشق الحذر
قالت صبابة مشغوف بزرقتها دعها سماويّة تمضي على قدر
هـ- الإعراض عن ذكر الأسماء كزينب ورباب وسعدى وهند وأسماء إلى أسماء جديدة هي واقع الحال يقول ابن نباته:
على ضيّق العينين تسفح مقلتي ويطربني لا زينب ورباب
فيارشأ الأتراك لاسرب عامر فؤادي من سكني السكون خراب
و- الحديث عن زيارة طيف المحبوب وخياله في المنام واليقظة وفي ذلك يقول الحلّي:
ما بين طيفك والجفون تواعد
فيفي إذا خُيّرت أني راقد
إني لأطمع في الرُّقاد لأنه
شرده يصار به الغزال الشاردُ
3ً- أغراض شعرية مختلفة:
كتب شعراء هذا العصر في أغراض شعرية مختلفة وهي:
1ً- الوصف :
وقد تناول هذا الغرض الأحاسيس المرئية والباطنية حيث وصفوا المعارك وما يتعلق بها ، والطبيعة وما تحتوي عليه والمظاهر المدنية كالأسواق والولائم والشوق والألم وآلام الجوع وتقلبات الزمان.
يقول النواجي القاهري في وصف مخدة:
هي نفع ولذة للنفوس وحياة و راحة للجليس
كم نديم أراحته باتكاء وتواضعت عند رفع الرؤوس
ومن ذلك قول أحدهم:
عجبٌ عجيبٌ عجبٌ بقرة تمشي ولها ذنب
ويقول ابن نباته واصفاً الفقر :
أشكو إلى الله ما أقاسي من شدة الفقر والهوان
أصبحت من ذلةٍ وعُريٍ ما فيّ وافٍ سوى لساني
2ً- الهجاء :
وقد برز بصورته الفردية واختفى بصورته القلبية وركّز على العيون والمثالب ومزج السخرية بذلك.
3ً- الخمريات والمجون:
وهو من تواصل ذكره في هذا العصر بعد أن انتشر شرب الخمور وأصبح نوعاً من التحضر والرقي ، ساعد على ذلك انتشار فلسفة انهزامية تدعوا إلى الاستمتاع بالحياة قبل زوالها بسبب ما حلَّ بإنسان ذلك العصر من تشريد وقتل وتدمير وخراب، وانتشرت مجالس الخمرة في الطبيعة وزال الحياء بحيث تقام هذه المجالس مصحوبة بالرقص والغناء في المنازل أو على برك الأنهار.
يقول الشاب الظريف:
ناوليني الكأس في الصّبح ثمّ غنّي لي على قدحي
واشغلي كفّيك في وترٍ لاتهدّيها إلى السّبح
4ً- الحنين والشكوى :
وقد كثر الحديث عن هذا الغرض بسبب انتشار الفقر والحرمان وتنكر الأصدقاء وغدر الزمان، يقول ابن نباته:
أشكو لأنعمك التي هي للعفاة سحائب
حالي التي يرثي العدوّ لها فكيف الصاحب
5ً- المطارحات والشتويّات والتهاني:
وقد كثرت هذه المناسبات فتبادل الشعراء قصائد الأخوّة والمحبة، من ذلك ما قاله شهاب الدين لابن نباته:
البرق في كانونه قد نفخ والثلج في جيب الغوادي نفخ
قد زمجر الرعد بآفاقه كأنه مما دهاه صرخ
فأجابه :
ما البرق في كانونه قد مدح والغيم في كفّ الثريا قدح
أضوأ من ذهنك ناراً ولا أرق من لفظك كأساً طفح
6ً- الطرديّات:
وهي قصائد كتبها الشعراء في الصيد و وصف الخيول والفهود والكلاب المدربة. يقول صفي الدين الحلّي في وصف صقر:
والطير في لجّ المياه تسري كأنها سفائن في بحر
حتى إذا لاذت بشاطئ النهر دعوت عبدي فأتى بصقري
من الغطاريف الثقال الحمر مستبعد الوحشة حجمّ الصّبر
7ً- الألغاز والآحاجي :
وهي أبيات تحمل لغزاً من الألغاز أو أحجية من الأحاجي من ذلك ما قاله ابن نباته للغز في (علي):
أمولاي ما أسمٌ جليٌّ إذا تعوّض عن حرفه الأول
لك الوصف من شخصه سالماً فإن قلعت عينه فهو لي
8ً- الشعر التعليمي :
وهو من المنظومات التي قالها العلماء في علوم الصرف والنحو والبلاغة والعروض والمنطق والحديث والصرف مثل ألفية ابن مالك في النحو والصرف:
كلامنا لفظٌ مفيدٌ كاستقم اسم ، وفعل ثم حرف الكليم
4ً- ألوان شعرية مستحدثة :
وهو ما كتب على طريقة غير العرب أو ما اخترعوه العرب في العصور اللاحقة وأهم هذه الألوان:
1- الموشحات: بصرف النظر عن كون الموشح فناً عربياً أندلسياً أو مستوحى من الشعوب الأخرى فإنه كان قريباً من الأغاني الشعبية استلطفه أهل الأندلس وكتبوا على منواله وتبعهم شعراء عصر الانحدار ، وقد كان ابن سناء الملك أول من درس هذا الفن في ( دار الطراز ) . وممن نظم في الموشحات ابن نباته وابن دانيال والتلعفري والعزازي وابن سودون وابن عربي ، وعائشة الباعونية.
وقد كتب الشعراء هذا العصر جميع موضوعاتهم على طريقة الموشحة يقول التلعفري في موشحته الدينية يرد بها على العزازي الذي يعمل بزازاً في القاهرة :
ليس يروي ما بقلبي من ظما غير برقٍ لائحٍ من أضم
إن تبدّى لك بان الأجرع
و أثيلات النقا من لعلع
يا خليلي قف على الدار معي
وتأمل كم بها من مصرع
واحترز و احذر فأحداق الدمى كم أراقت في رباها من دم
2- الزجل :
وهو فن شعبي أكثر قرباً للغناء من الموشح يعتمد على اللهجة الدارجة ، وقد نشأ في أواخر القرن الرابع الهجري في الأندلس ثم طار إلى المشرق في القرن السابع، وشاع في حفلات الأعراس وتميز بالصنعة واشتهر به الأمشاطي وصفي الدين الحلّي ومقاتل .
3- الرباعيات :
وقد برز هذا الفن خلال الحروب الصليبية وإن كانت جذوره أقدم من ذلك وهو مأخوذ عن الفرس من وزن (الدوبيت ) وله أوزان أشهرها:
فعلن – متفاعلن – فعولن – فعلن.
ومن ذلك قول الشاب الظريف:
قاسيت بك الغرام والهجر سنين ما بين بكى وأنين وحنينٍ
أرضيك ولا تزداد إلا غضباً الله-كما أبلى بك القلب-يعين
4- المواليات الشعبية:
وقد كان هذا اللون معروفاً عند العمال العبيد في بساتين مدينة واسط بالعراق،ووزنه من البحر البسيط ، يتألف من بيتين وأربع قوافي على روي واحد ، و الأشطر الأربعة تسمى صوتاً، ثم انتقل إلى بغداد بعد نكبة البرامكة مضافاً إليه كلمة (دامواليا) من ذلك قول الطيب ابن السويدي :
البدر والسعد : ذا شبهك وذا نجمك والقد والحسن : ذا رمحك وذا سهمك
والبغض والحب : ذا قسمي ، وذا قسمك والمسك والحسن : ذا خالك وذا عمك
5ً- أبرز خصائص الشعر في عصر الانحدار:
حاول شعراء هذا العصر أن يجدوا في أساليبهم وموضوعاتهم فانخرطت أساليبهم في مذهبين:
1- المذهب اللفظي: وقد اعتمد على التكلف والصنعة في محاولة فهم لإبراز موضوعاتهم في ثياب جديدة ماهتموا بالزخرفة اللفظية، وحاولوا أن يجعلوا البلاغة عنواناً لهم ولكنهم وصلوا في النهاية إلى طريق مغلق تحولت الصنعة البلاغية إلى هدف بعد أن كانت مسيلة.
2- المذهب السهل: وقد اعتنى هذا المذهب بالمعاني البسيطة والألفاظ المألوفة، وأكثر أيضاً من الصنعة فانتهى إلى الإسفاف والركاكة، وقد شاع هذا اللون بمختلف طبقات المجتمع ولقد تناول الشعر العربي في هذا العصر كل الموضوعات وبدأ الشعراء يهجرون عمود الشعر العربي، ونهج القصيدة العربية، ويسلكون إحدى طريقتين، طريق يطرق الوضوح مباشرة دون أن يقف على الأطلال، وآخر يمهد فيه الشعراء لأغراضهم، وقد اهتموا بعلوم البلاغة والبيان والبديع وأكثروا من التشابيه والاستعارات والمجازات والكنايات من ذلك قول بحير الدين بن تميم بشخص وردة:
سبقت إليك من الحدائق وردةٌ وأتتك فقيل أونها تطفيلاً
طمعت بلثجك إذ رأتك فجمّعت فمها إليك يطالب التقبيلا
ومن التشبيهات أيضاً قول صفي الدين الجلّي :
سوا بغنا والنفع والسمر والطبا
وأحسابنا والحلم والبأس والبرُّ
هبوت الصّبا والليل والبرق واتصفا
وشمس الضحى والطور والنارُ والبحرُ.
وقد كتب صفي الدين الحلي قصيدة جمع فيها فنون البديع كاملة فبلغت من الحسن البديعي بحيث حوت على مئة وخمسة وأربعين بيتاً وفي كل بيت لون بديعي، مطلعها:
إذا جئت سلماً عن جيرة العلم
واقي السلام على عرب بذي سلم
وأهم المحسنات البديعية التي استخدمها الشعراء:
1- النورية: وقد أكثر شعراء هذا العصر من التورية وهي التي تعتمد على إيراد لفظ له معنيات أحدهما قريب ظاهر غير مقصود والآخر خفي وبعيد وهو المطلوب. من ذلك قول الشاب الظريف على لسان الكأس:
أدور لتقبيل الثنايا ولم أزل أجود بنفسي للنّدا في وأنفاسي
وأكسو أكف الشرب ثوباً مذهباً فمن أجل هذا لقبوني بالكاس
2- الطباق: وهو جمع بين متضادين في المعنى ، وقد اقترنت به المقابلة. يقول ابن الوردي:
أأقتل بين جدِّك والمزاح بنبل جفونك المرضى الصحاح
فما لصباح وجهك من مساءٍ وما لمساء شعرك من صباح
3- حسن التعليل: ويعتمد على إنكار الأديب علّه شيءٍ من الأشياء صراحة أو ضمناً، ثم يأتي بعلة أدبية طريفة تناسب الغرض من ذلك قول ابن نباته:
لم يزل جوده يجوز على الما ل إلى أن كسا النّضار اصفرارا
4- مراعاة النظير: وتقوم على الجمع بين أمر وما يناسبه في الكلام بالتقارب لا بالتضاد ، من ذلك قول مجير الدين بن تميم:
لو كنت تشهدني وقد حمي الوغى في موقفٍ ما الموت فيه بمعزل
لترى أنابيب القناة على يدي تجري دما من تحت ظلِّ القسطل
ومن المحسنات البديعية اللفظية:
5- الجناس : القائم على تشابه كلمتين لفظاً واختلفهما معنى يقول الشاب الظريف:
مثل الغزال نظرة ولفتةً من ذا رآه مقبلاً ولا فتتن؟
أعذب خلق الله ثغرا وفما إن لم يكن أحق بالحسن فمن؟
6- الاقتباس : ويقوم على تضمين شيء من القرآن أو الحديث من ذلك قول ابن نباته:
وأغيد جارت في القلوب فعاله وأسهرت الأجفان أجفانه الوسنى
أجل نظراً في حاجبيه ولحظة تر السحر منه قاب قوسين أو أدنى
7- التلاعب اللفظي : وقد أكثر الشعراء من التلاعب اللفظي في هذا العصر كالتزام لفظ معين في بداية كل بيت أو سطر أوفي نهايته، أو أن تكتب أبياتاً نقرأ بيتاً من الشمال إلى اليمين أو من اليمين إلى الشمال دون أن يتغير معناها ، أو كأن نقرأ بيتاً من الشمال إلى اليمين مدحاً أومن اليمين إلى الشمال ذماً، أو كأن نقرأ الأبيات أفقياً وشاقولياً ، أوكأن نكتب أبيات منقوطة ، وأبيات غير منقوطة ، أو أن ينظم بيت يجمع حروف الهجاء ، أو كأن يستخدم الشعر للتأريخ على طريقة حساب الجمل.
الشعر في عصر الانحدار
1ً- أبرز الشعراء:
رسم الشعراء في هذه العصور الواقع الاجتماعي والسياسي الذي عاشه الناس إبّان ذلك ،ولكن اهتمام المماليك بالجيش وانصرافهم عن إكرام الشعراء جعل الكثير منهم يشكو الفقر ويتحول إلى مهن وحرف يقتات منها طعامه فكان منهم الدهّان والجزّار والكمّال والحماميّ، والنزر اليسير منهم من يعيش من الكتابة . وقد أسرف الشعراء في استخدام العامية والألفاظ الصريحة ، وكتبوا في الفنون الشعبية ، ومع ذلك فقد برز منهم شعراء أفذاذ منهم:
1-شرف الدين الأنصاري (عبد العزيز بن محمد الدمشقي )
الذي ولد في دمشق سنة (586هـ) وسكن مدينة حماة إلى أن توفي فيها سنة (662هـ) توثقت صلته بالأسرة الأيوبية ، وتقلد بعض المناصب ووحد الصلات بين ملوك مصر وملوك الشام . كان شاعراً وفقيهاً، كتب في المديح والغزل والزهد ومناسبات التهنئة، يمتلك طبعاً سليماً، يبتعد عن التعقيد، اهتم بالتورية ووصفه الصفدي بالجزالة والفصاحة والبلاعة.
مدح المنصور الثاني ملك حماه الذي اشترك مع قطز في قتال التتار:
دعت العدا فضمنت ثلَّ عروشها ولقيتها فأخذت فلَّ جيوشها
2- الشاب الظريف: (شمس الدين بن عضيف الدين التلمساني)
الذسي ولد في القاهرة عام (611هـ) ونشأ في دمشق ومات فيها شاباً.كان أبوه شاعراً أورثه مرض الشعر وكان الشاب الظريف معروفاً بالعبث والمجون والغزل والاهتمام بالبديع ومناظر الطبيعة من خلال إقامته بمنزل يقع على سفح قاسيون.ارتقي قمة المجد الأدبي ولقي شعره رواجاً لسهولته وعذوبته، كتب في المدح والغزل والخمريات.كان غزله تقليد للشعراء السابقين له، من ذلك قوله في منزله:
يا قطر عمّ دمشق واخصص منزلاً في قاسيون وحله بنبات
وتريخي يا ورق فيه ويا صبا مرِّي عليه بأطيب النفحات
3- الشهاب محمود:
ولد الشهاب محمود بن سلمان الحنبلي في حلب عام (644هـ) وعكف منذ طفولته على طلب العلم ولقي مشاهير العلماء فهم ابن مالك، وبرع في الأدب وتضلّع في الفقه وفاق أقرانه، كان هادئ الطبع، جمّ التواضع، ولّي ديوان الإنشاء في دمسق، وكتب لدواوين مصر له تصانيف كثيرة، يعد شعره سجلاً لانتصارات المسلمين على الفرنجة والتتار من ذلك مدحه للسلطان الممولكي المنصور قلوون:
الله أكبر هذا النصر والظفر هذا هو الفتح لا ما تزعم السِّير
غر العدا منك حلمٌ تحته همم لأشقر البرق من نجميلها غرر
توفي الشهاب عام (725هـ) .
4- صفي الدين الجلّي:
ولد الشاعر عبد العزيز بن سرايا في مدينة الجلَّة بالعراق وهاجر إلى ماردين بعد أن تأدّب في الجلّة، فنظم الشعر فيها وأصبح شاعراً للدولة الأرتقية، ثم انتقل إلى مصر والتقى بالسلطان الناصر محمد بن قلوون وحدحه بقصيدته التي مطلعها:
أسلبن من فوق النهود ذوائباً فتركن حبّات القلوب ذوائبا
وهي معارضة لقصيدة المتنبي التي مطلعها:
بأبي الشموس الجانحات غورابا اللابسات من الحرير جلاببا
ثم عاد إلى ماردين وتوفي في بغداد، وله ديوان شعر مقسم حسب فنون الكلام في أحد عشر باباً من ذلك قوله واصفاً الربيع:
خلع الربيع على غصون البان حُللاً فواضلها على الكثبان
وتنّوعت بسط الرياض فزهرها متباين الأشكال والألوان
وكأنّما الأغصانُ سوق رواقص قدقيِّدت بسلاسل الرّيحان
5- ابن نباتة المصري:
ولد جمال الدين محمد بن محمد المصري عام (686هـ) في القاهرة وتوفي فيها عام (768هـ) وتمرّس بالكتابة على أيدي رؤساء الدواوين في القاهرة، ثم رحل إلى الشام واتصل بالملك المؤيّد صاحب حماه، وله قصائد في المدح والرثاء والغزل والوصف والهجاء والتهنئة و التعزية، وكان متبرماً من الفقر الذي حلّ به أغرم بالصناعة البديعية، وعدّ أمير الأدباء فيها من ذلك قوله في الملك المؤيّد:
وقد أمنتنا دولة ذويّة فما نختشي اللأواوك نتخسَّعُ
رعى الله أيّام المؤيّد إننا وجدنا بها أهل المقاصد قد رعوا
2ً- أبرز أغراض الشعر في عصر الانحدار:
كتب الشعراء في هذا العصر في معظم أغراض الشعر العربي وأضافوا ما استجد في عصرهم من قضايا أخرى، وأهم هذه الأغراض:
1- الممارسة والنضال:
وهو غرض كان له من الأهمية المنزلة العظيمة بسبب صراع العرب المسلمين مع الفرنجة والتتار إذ أن الشعراء حملوا على عاتقهم مهمة تحميس الجند من أجل الجهاد والنضال، وكانت المعارك التي وقعت بين المسلمين من جهة والتتار والصليبين من جهة ثانية مادة حية لهذه الأشعار والتصفح لشعر الجهاد والنضال في هذا العصر يجد كماً كبيراً من الأشعار بعضها يبكي سقوط الخلافة، وبعضها يدعو إلى الجهاد من أجل استعادتها من ذلك قول تقي الدين اسماعيل التنوخي:
لسائل الدمع عن بغداد أخبارُ
فما وقوفك والأحباب قد ساروا
تاج الخلافة والربع الذي سرُفت
به المعالم قد عفّاه إقفارُ
ومن ذلك أيضاً قول شهاب الدين محمود الكوفي:
إن لم تقرح أدمعي أجفاني من بعد بعدكم فما أجفاني
إنسان عيني مذ تناءت داركم ما راقه نظر إلى إنسان
وإذا كان الزنكيون والأيوبيون قد تولوا عبء الصراع مع الفرنجة ، فإن المماليك قد تولوا عبء الدفاع ومنزلة المغول ، وقد استطاع الملك المملوكي قطز أن يقضي على المغول ويردّ زحفهم بعد أن احتلوا حلب وحماة ودمشق ، وقد قام قطز بقتل رسل المغول الذين جاؤوا يدعونه إلى الاستسلام ، وكانت عين جالوت المعركة الحاسمة إذا اعتبرت من أهم معارك المسلمين ، ووصنعت في مصاف معركة اليرموك و القادسية والزلاقة، ومن الشعراء الذين قللوا في تلك الفترة الشاعر شرف الدين الأنصاري في مدح المنصور الثاني:
جرّدت يوم الأربعاء عزيمة خفيت عواقبها عن الإدراك
وأقمت في يوم الخميس مبالغاً في الجمع بين طوائف الأتراك
قعّدت أبطال التتار بصولةٍ تركهم كالصّيد في الأشراك
وهذا ايضاً على الفرنجة و المغول، وقد قضى في إحدى المعارك على ثلاثة آلاف منهم وذلك في الجزيرة (671هـ) :
سر حيث شئت لم المهيمن جار واحكم فطوع مرادك الأقدار
حملتك أمواج الفرات ومن رأى بحراً سواك تقله الأنهار
وقد فتح المماليك بعد الظاهر بيبرس بزعامة المنصور قلاوون طرابلس الشام، وبناها من جديد بعد أن خربها التتار وفتحت عكة من قبل الأشرف خليل ابن منصور قلاوون.
ولمّا هاجم الفرنجة الاسكندرية عام (767هـ) وأسروا ونهبوا وقتلوا قسماً كبيراً منها، رثى لشهاب الدين ابن مجلة هذا الثغر قائلاً:
أتاها من الإفرنج سيون مركباً وضاقت بها العربان في البرّ والبحر
أتوا نخوها هجماً على حين غفلة وباعهم في الحرب يصر عن فتر
وقد صور شعر الحماسة الأحداث العامة في ذلك العصر وعبّر عن الآلام والآمال واتجه نحو التصنع والتلاعب اللفظي، وقد كان شعراء ذلك العصر يشعرون بالغربة عن أوطانهم بينما الحكام يعيشون بازدواجية، مع أن العواطف في شعر ذلك العصر كانت صادقة بسبب الأحداث الجسام.
وأهم الصفات المشتركة بين قصائد ذلك العصر:
1- الإشادة بالفتح والفاتحين.
2- جعل عمل الفاتح خالصاً لله.
3- التهنئة بالنصر.
4- وصف فرح الناس بالنصر.
5- تصوير المدن المفتوحة.
6- وصف المعارك حول القلاع.
7- التأكد والتأكيد على إبادة الأعداء.
8- التفاؤل بانتصارات جديدة.
9- قفل القصيدة بالدعاء والثناء.
2- المديح:
ويتضمن هذا الغرض أنواع عدة:
آ- المدائح النبوية: وهي قصائد قيلت في مدح الرسول محمد عليه السلام وآل بيته، وقد ساعد على ظهورها العوامل التالية:
1- اضطراب الأحوال السياسية
2- سوء الأحوال الاجتماعية
3- قلة الموارد الاقتصادية
4- تكالب الطامعين بالأمة وخيراتها.
وقد دفعت هذه العوامل الناس إلى الالتصاق بالدين والاستشفاع بالرسول لتفريج الكرب، وقد غذّي المماليك اتجاه الاحتفالات الدينية مما جعل هذا اللون من أنشط الألوان الأدبية.
وقد ذكر الشعراء معاني لهذه المدائح منها: أخبار الرسول – صفاته ومعجزاته- الحديث عن المدينة المنورة- ذكر آل البيت – ذكر الخلفاء الراشدين . من ذلك ما قاله البوصيري:
أمن تذكر جيران بذي سلم فرجت دمعاً جرى من مقلة بدم
أم هبّت الريحُ من تلقاء كاظمةٍ وأومض البرق في الظلماء ومن إضم
وقد حذّر الشاعر في نهج بردته من هوى النفس وقال:
النفس كالطفل إن تهمله شبّ على
حبّ الرضاع وإن تفطمه ينفطم
فاصرف هواها وحاذر أن توليه
إنّ الهوى ما تولّ يصم أو يصم
ب- مدح الحكام والعظماء:
وقد سار هذا المدح على طريقة الأقدمين طلباً للعطاء والنوال ولبلوغ المراتب الوظيفية عند السلاطين ولن تقعد معانيه الشجاعة والكرم والحكم والعلم، وقد أغار شعراء هذا العصر على معاني غيرهم واستباحوا ورجعوا إلى ظاهرة الوقوف على الأطلال أو الغزل أو وصف الطبيعة.
يقول ابن نباته مادحاً الشهاب محمود الشاعر الذي كان من كبار الإنشاء وكاتب السر للملك :
إمامٌ إذا هزّ اليراع مفاخراً به الدّهر قال الدهر لست هناكا
علوت فأدركت النجوم فصفتها كلاماً ففقت القائلين بذاكا
ج- مدح الأصدقاء والأقرباء:
وغالباً ما يكون أقرب إلى الصدق وإن كانت المبالغات تغزو معانيه، وتسيطر عليه الصنعة البديعية، من ذلك ما مدح به ابن نباته صفي الدين الجلّي:
3- الرثاء:
نظراً للأحداث الجسام التي مرت على الأمة الإسلامية وما حصل من معارك نتج عنها الموت والقتل والتخريب فقد واصل شعراء هذا الغرض فن الرثاء، فقد برز في هذا الغرض ثلاثة أنواع:
1- المراثي الخاصة: التي قيلت في أناس أعزاء على قلب الشاعر كما في رثاء يحيى شرف الدين لزوجه فاطمة بنت عبد الله الموصوفة بالفضل والكرم .فيقول:
وما فاطمٌ إلاّ الحور أخرجت
لنعرف قدر الحور قمّت ردّت
وكما في رثاء صفي الدين الجلّي لعبدٍ مملوك له، ربّاه من صغره حتى صار كاتباً فطناً:
هدّ قلبي من كان يؤنس قلبي إذ نبذناه بالعراء سقيماً
ونأى يوسفي فقد هذبت عبد مناي من حزنه وكنت كظيماً
2- المراثي العامة: وهي كثيرة تقوم على الإشادة بصفات المرثي وكريم مزاياه
من خلال المبالغة والصنعة من ذلك قول ابن نباته في رثاء الملك المؤيّد:
ليت الجمام حبا الأيام موهبة فكان يفني بني الدنيا ويبقيه
لهفي على الخيل قد وقت صواهلها حقَّ العزا فهو يشبجيها وتشجيه
3- رثاء الممالك والمدن: كما في رثاء بغداد التي سقطت بيد المغول:
إن لم تقرح أدمعي أجفاني من بعد بعدكم فما أجفاني
إنسان عيني مذ تناءت داركم فما راقه نظرٌ إلى إنسان
ومن ذلك أيضاً قول تقي الدين:
ناديت والسبي مهنوك يجرههم إلى السّفّاح من الأعداء وعّار
يا للرجال لأحداث تحدثونها بما غدا فيه إعذارٌ وإنذارٌ
وأيضاً قول بهاء الدين الهائي يرثي دمشق:
لهفي على تلك البروج وحسنها حفّت بهن طوارق الحدثاني
كانت معاصم نهرها فضية والآن صرنا كذائب العقيان
4- الغزل:
وهو غرض أكثر منه الشعراء في العصر المملوكي فأفردوه حيناً بقصائد مستقلة وجعلوه أحياناً في مطالع مدائحهم وقد كان هذا الغزل يطل برأسه من خلال العتاب والرضى والافتتان والشكوى تعبيراً عن المشاعر يحمل في طياته التقليد حيناً والتجديد أحياناً أخرى، وقد انطلق شعراء هذا العصر بغزلهم من مفاهيم جمالية تقليدية غالباً وتحدث الغزل عندهم عن:
آ- وصف محاسن الحبيب: حيث شبّهوا وجهه بالبدر والشمس وشعره بالليل، ورحيق الثغر بالخمر، ونظرات العيون بالسهام والحواجب بالقسي، وقدّه بالرماح وصدغه بالعقربة. ومن ذلك ما قاله التلعفري:
لو تنعق الشمس قالت وهي صادقة ما فيَّ فيها، وما فيَّ الذي فيها
هبني أماثلها نوراً وفرط سناً من أين أملك معنى من معانيها
ب- وصف أموال المحبين: حيث جعلوا المحبّ يحزن وشوق وصبابة، وجعلو المحبوبة قاسية ظالمة لا تلين، وجعلوا وصله أبعد من الثريا .
ج- الحديث عن الوشاة والرقباء: ومتاعب وعثرات الحب حيث اتهموا العذال بالبلادة، وجعلوا أعين الرقباء مخيفة نظارتها حاقدة وحاسدة، وذلك لينتهزوا الفرص و لينهلوا مما يطيب لهم.
د- الحديث التركي والمغولي والهندي والفارسي والإفرنجي والكردي والزنجي: وتغيرت معايير الجمال من العيون النجلاء الحوراء إلى العيون الضيقة.
يقول ابن نباتة:
وحبيب إليّ يفعل فعال الأعداء بالأجداء
ضيق العين إن رنا واستمعنا وعناء تسمّع النجلاء
وأيضاً :
بهت العذول وقدر رأي ألحاظها تركية تدع الحلم سفيهاً
فثنى الملام وقال دونك والأسى
هذي مضايق لست أدخل فيها
وكذلك وصفوا العيون الزرقاء كما في قول ابن نباته:
وأزرق العين يمضي حدّ مقلته مثل السنان بقلب العاشق الحذر
قالت صبابة مشغوف بزرقتها دعها سماويّة تمضي على قدر
هـ- الإعراض عن ذكر الأسماء كزينب ورباب وسعدى وهند وأسماء إلى أسماء جديدة هي واقع الحال يقول ابن نباته:
على ضيّق العينين تسفح مقلتي ويطربني لا زينب ورباب
فيارشأ الأتراك لاسرب عامر فؤادي من سكني السكون خراب
و- الحديث عن زيارة طيف المحبوب وخياله في المنام واليقظة وفي ذلك يقول الحلّي:
ما بين طيفك والجفون تواعد
فيفي إذا خُيّرت أني راقد
إني لأطمع في الرُّقاد لأنه
شرده يصار به الغزال الشاردُ
3ً- أغراض شعرية مختلفة:
كتب شعراء هذا العصر في أغراض شعرية مختلفة وهي:
1ً- الوصف :
وقد تناول هذا الغرض الأحاسيس المرئية والباطنية حيث وصفوا المعارك وما يتعلق بها ، والطبيعة وما تحتوي عليه والمظاهر المدنية كالأسواق والولائم والشوق والألم وآلام الجوع وتقلبات الزمان.
يقول النواجي القاهري في وصف مخدة:
هي نفع ولذة للنفوس وحياة و راحة للجليس
كم نديم أراحته باتكاء وتواضعت عند رفع الرؤوس
ومن ذلك قول أحدهم:
عجبٌ عجيبٌ عجبٌ بقرة تمشي ولها ذنب
ويقول ابن نباته واصفاً الفقر :
أشكو إلى الله ما أقاسي من شدة الفقر والهوان
أصبحت من ذلةٍ وعُريٍ ما فيّ وافٍ سوى لساني
2ً- الهجاء :
وقد برز بصورته الفردية واختفى بصورته القلبية وركّز على العيون والمثالب ومزج السخرية بذلك.
3ً- الخمريات والمجون:
وهو من تواصل ذكره في هذا العصر بعد أن انتشر شرب الخمور وأصبح نوعاً من التحضر والرقي ، ساعد على ذلك انتشار فلسفة انهزامية تدعوا إلى الاستمتاع بالحياة قبل زوالها بسبب ما حلَّ بإنسان ذلك العصر من تشريد وقتل وتدمير وخراب، وانتشرت مجالس الخمرة في الطبيعة وزال الحياء بحيث تقام هذه المجالس مصحوبة بالرقص والغناء في المنازل أو على برك الأنهار.
يقول الشاب الظريف:
ناوليني الكأس في الصّبح ثمّ غنّي لي على قدحي
واشغلي كفّيك في وترٍ لاتهدّيها إلى السّبح
4ً- الحنين والشكوى :
وقد كثر الحديث عن هذا الغرض بسبب انتشار الفقر والحرمان وتنكر الأصدقاء وغدر الزمان، يقول ابن نباته:
أشكو لأنعمك التي هي للعفاة سحائب
حالي التي يرثي العدوّ لها فكيف الصاحب
5ً- المطارحات والشتويّات والتهاني:
وقد كثرت هذه المناسبات فتبادل الشعراء قصائد الأخوّة والمحبة، من ذلك ما قاله شهاب الدين لابن نباته:
البرق في كانونه قد نفخ والثلج في جيب الغوادي نفخ
قد زمجر الرعد بآفاقه كأنه مما دهاه صرخ
فأجابه :
ما البرق في كانونه قد مدح والغيم في كفّ الثريا قدح
أضوأ من ذهنك ناراً ولا أرق من لفظك كأساً طفح
6ً- الطرديّات:
وهي قصائد كتبها الشعراء في الصيد و وصف الخيول والفهود والكلاب المدربة. يقول صفي الدين الحلّي في وصف صقر:
والطير في لجّ المياه تسري كأنها سفائن في بحر
حتى إذا لاذت بشاطئ النهر دعوت عبدي فأتى بصقري
من الغطاريف الثقال الحمر مستبعد الوحشة حجمّ الصّبر
7ً- الألغاز والآحاجي :
وهي أبيات تحمل لغزاً من الألغاز أو أحجية من الأحاجي من ذلك ما قاله ابن نباته للغز في (علي):
أمولاي ما أسمٌ جليٌّ إذا تعوّض عن حرفه الأول
لك الوصف من شخصه سالماً فإن قلعت عينه فهو لي
8ً- الشعر التعليمي :
وهو من المنظومات التي قالها العلماء في علوم الصرف والنحو والبلاغة والعروض والمنطق والحديث والصرف مثل ألفية ابن مالك في النحو والصرف:
كلامنا لفظٌ مفيدٌ كاستقم اسم ، وفعل ثم حرف الكليم
4ً- ألوان شعرية مستحدثة :
وهو ما كتب على طريقة غير العرب أو ما اخترعوه العرب في العصور اللاحقة وأهم هذه الألوان:
1- الموشحات: بصرف النظر عن كون الموشح فناً عربياً أندلسياً أو مستوحى من الشعوب الأخرى فإنه كان قريباً من الأغاني الشعبية استلطفه أهل الأندلس وكتبوا على منواله وتبعهم شعراء عصر الانحدار ، وقد كان ابن سناء الملك أول من درس هذا الفن في ( دار الطراز ) . وممن نظم في الموشحات ابن نباته وابن دانيال والتلعفري والعزازي وابن سودون وابن عربي ، وعائشة الباعونية.
وقد كتب الشعراء هذا العصر جميع موضوعاتهم على طريقة الموشحة يقول التلعفري في موشحته الدينية يرد بها على العزازي الذي يعمل بزازاً في القاهرة :
ليس يروي ما بقلبي من ظما غير برقٍ لائحٍ من أضم
إن تبدّى لك بان الأجرع
و أثيلات النقا من لعلع
يا خليلي قف على الدار معي
وتأمل كم بها من مصرع
واحترز و احذر فأحداق الدمى كم أراقت في رباها من دم
2- الزجل :
وهو فن شعبي أكثر قرباً للغناء من الموشح يعتمد على اللهجة الدارجة ، وقد نشأ في أواخر القرن الرابع الهجري في الأندلس ثم طار إلى المشرق في القرن السابع، وشاع في حفلات الأعراس وتميز بالصنعة واشتهر به الأمشاطي وصفي الدين الحلّي ومقاتل .
3- الرباعيات :
وقد برز هذا الفن خلال الحروب الصليبية وإن كانت جذوره أقدم من ذلك وهو مأخوذ عن الفرس من وزن (الدوبيت ) وله أوزان أشهرها:
فعلن – متفاعلن – فعولن – فعلن.
ومن ذلك قول الشاب الظريف:
قاسيت بك الغرام والهجر سنين ما بين بكى وأنين وحنينٍ
أرضيك ولا تزداد إلا غضباً الله-كما أبلى بك القلب-يعين
4- المواليات الشعبية:
وقد كان هذا اللون معروفاً عند العمال العبيد في بساتين مدينة واسط بالعراق،ووزنه من البحر البسيط ، يتألف من بيتين وأربع قوافي على روي واحد ، و الأشطر الأربعة تسمى صوتاً، ثم انتقل إلى بغداد بعد نكبة البرامكة مضافاً إليه كلمة (دامواليا) من ذلك قول الطيب ابن السويدي :
البدر والسعد : ذا شبهك وذا نجمك والقد والحسن : ذا رمحك وذا سهمك
والبغض والحب : ذا قسمي ، وذا قسمك والمسك والحسن : ذا خالك وذا عمك
5ً- أبرز خصائص الشعر في عصر الانحدار:
حاول شعراء هذا العصر أن يجدوا في أساليبهم وموضوعاتهم فانخرطت أساليبهم في مذهبين:
1- المذهب اللفظي: وقد اعتمد على التكلف والصنعة في محاولة فهم لإبراز موضوعاتهم في ثياب جديدة ماهتموا بالزخرفة اللفظية، وحاولوا أن يجعلوا البلاغة عنواناً لهم ولكنهم وصلوا في النهاية إلى طريق مغلق تحولت الصنعة البلاغية إلى هدف بعد أن كانت مسيلة.
2- المذهب السهل: وقد اعتنى هذا المذهب بالمعاني البسيطة والألفاظ المألوفة، وأكثر أيضاً من الصنعة فانتهى إلى الإسفاف والركاكة، وقد شاع هذا اللون بمختلف طبقات المجتمع ولقد تناول الشعر العربي في هذا العصر كل الموضوعات وبدأ الشعراء يهجرون عمود الشعر العربي، ونهج القصيدة العربية، ويسلكون إحدى طريقتين، طريق يطرق الوضوح مباشرة دون أن يقف على الأطلال، وآخر يمهد فيه الشعراء لأغراضهم، وقد اهتموا بعلوم البلاغة والبيان والبديع وأكثروا من التشابيه والاستعارات والمجازات والكنايات من ذلك قول بحير الدين بن تميم بشخص وردة:
سبقت إليك من الحدائق وردةٌ وأتتك فقيل أونها تطفيلاً
طمعت بلثجك إذ رأتك فجمّعت فمها إليك يطالب التقبيلا
ومن التشبيهات أيضاً قول صفي الدين الجلّي :
سوا بغنا والنفع والسمر والطبا
وأحسابنا والحلم والبأس والبرُّ
هبوت الصّبا والليل والبرق واتصفا
وشمس الضحى والطور والنارُ والبحرُ.
وقد كتب صفي الدين الحلي قصيدة جمع فيها فنون البديع كاملة فبلغت من الحسن البديعي بحيث حوت على مئة وخمسة وأربعين بيتاً وفي كل بيت لون بديعي، مطلعها:
إذا جئت سلماً عن جيرة العلم
واقي السلام على عرب بذي سلم
وأهم المحسنات البديعية التي استخدمها الشعراء:
1- النورية: وقد أكثر شعراء هذا العصر من التورية وهي التي تعتمد على إيراد لفظ له معنيات أحدهما قريب ظاهر غير مقصود والآخر خفي وبعيد وهو المطلوب. من ذلك قول الشاب الظريف على لسان الكأس:
أدور لتقبيل الثنايا ولم أزل أجود بنفسي للنّدا في وأنفاسي
وأكسو أكف الشرب ثوباً مذهباً فمن أجل هذا لقبوني بالكاس
2- الطباق: وهو جمع بين متضادين في المعنى ، وقد اقترنت به المقابلة. يقول ابن الوردي:
أأقتل بين جدِّك والمزاح بنبل جفونك المرضى الصحاح
فما لصباح وجهك من مساءٍ وما لمساء شعرك من صباح
3- حسن التعليل: ويعتمد على إنكار الأديب علّه شيءٍ من الأشياء صراحة أو ضمناً، ثم يأتي بعلة أدبية طريفة تناسب الغرض من ذلك قول ابن نباته:
لم يزل جوده يجوز على الما ل إلى أن كسا النّضار اصفرارا
4- مراعاة النظير: وتقوم على الجمع بين أمر وما يناسبه في الكلام بالتقارب لا بالتضاد ، من ذلك قول مجير الدين بن تميم:
لو كنت تشهدني وقد حمي الوغى في موقفٍ ما الموت فيه بمعزل
لترى أنابيب القناة على يدي تجري دما من تحت ظلِّ القسطل
ومن المحسنات البديعية اللفظية:
5- الجناس : القائم على تشابه كلمتين لفظاً واختلفهما معنى يقول الشاب الظريف:
مثل الغزال نظرة ولفتةً من ذا رآه مقبلاً ولا فتتن؟
أعذب خلق الله ثغرا وفما إن لم يكن أحق بالحسن فمن؟
6- الاقتباس : ويقوم على تضمين شيء من القرآن أو الحديث من ذلك قول ابن نباته:
وأغيد جارت في القلوب فعاله وأسهرت الأجفان أجفانه الوسنى
أجل نظراً في حاجبيه ولحظة تر السحر منه قاب قوسين أو أدنى
7- التلاعب اللفظي : وقد أكثر الشعراء من التلاعب اللفظي في هذا العصر كالتزام لفظ معين في بداية كل بيت أو سطر أوفي نهايته، أو أن تكتب أبياتاً نقرأ بيتاً من الشمال إلى اليمين أو من اليمين إلى الشمال دون أن يتغير معناها ، أو كأن نقرأ بيتاً من الشمال إلى اليمين مدحاً أومن اليمين إلى الشمال ذماً، أو كأن نقرأ الأبيات أفقياً وشاقولياً ، أوكأن نكتب أبيات منقوطة ، وأبيات غير منقوطة ، أو أن ينظم بيت يجمع حروف الهجاء ، أو كأن يستخدم الشعر للتأريخ على طريقة حساب الجمل.
الأربعاء أكتوبر 07 2015, 11:28 من طرف مهاجي30
» الفرض الاول علمي في مادة الأدب العربي
السبت نوفمبر 22 2014, 14:57 من طرف slim2011
» الفرض الاول ادب عربي شعبة ادب و فلسفة
السبت أكتوبر 18 2014, 06:35 من طرف عبد الحفيظ10
» دروس الاعلام الآلي كاملة
الثلاثاء سبتمبر 23 2014, 09:24 من طرف mohamed.ben
» دروس في الهندسة الميكانيكية
الخميس سبتمبر 18 2014, 04:37 من طرف nabil64
» وثائق هامة في مادة الفيزياء
الأربعاء سبتمبر 10 2014, 21:12 من طرف sabah
» طلب مساعدة من سيادتكم الرجاء الدخول
الجمعة سبتمبر 05 2014, 19:57 من طرف amina
» مذكرات الأدب العربي شعبة آداب و فلسفة نهائي
الجمعة سبتمبر 05 2014, 19:53 من طرف amina
» مذكراث السنة الثالثة ثانوي للغة العربية شعبة ادب
الثلاثاء أغسطس 19 2014, 07:29 من طرف walid saad saoud
» les fiches de 3 as* projet I**
الجمعة يوليو 11 2014, 11:51 من طرف belaid11