الفصل الثالث
النثر في عصر الانحدار
قراءة ومطالعة
نظراً لاتساع رقعة الدولة وانتشار العلوم والمعارف المختلفة فقد ازداد الاهتمام بالكتابة النثرية، وأصبحت الحاجة ملحة سواء أكان ذلك في دواوين الدولة ومراسلاتها ومكاتباتها أم كانت من خلال انتشار التأليف والكتابة الوعظية والخطابة الدينية والاجتماعية ، وهذا ما جعل الاهتمام بهذا الفن يأخذ منحىً جديداً.
أبرز النثار في هذا العصر:
اشتهر في هذا العصر مجموعة كبيرة من الذين اهتموا بالنثر وتنافسوا في تجويده للوصول إلى المناصب العليا في الدولة وقد كان هؤلاء الأعلام يجمعون بين صناعتين : صناعة الشعر وصناعة النثر على اعتبار أن البلاغة لا تنهل إلا بهما ، ومن هؤلاء النثّار:
1- محي الدين بن عبد الله بن عبد الظاهر:
المولد عام(620هـ) والمتوفى عام(672هـ) وتولى رئاسة ديوان الإنشاء في عصر الظاهر بيبرس وكتابة سر المنصور قلوون ، وابنه الأشرف خليل ، وقد كان كاتباً وشاعراً اهتم بالمحسنات البديعية ، وبرع في
وألف كتاباً في سيرة الملك المنصور ، وكتاباً آخر سماه ( النجوم الدرية في الشعراء المصرية) وله ديوان شعر معظمه في المناسبات والأخوانيات.
2- شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب:
المولود سنة (677هـ) والمتوفى عام(733) وقد كان بحاثة غزيرة الإطلاع ، اتصل بالملك الناصر ووكل في بعض أموره وتولى نظر الجيش في طرابلس الشام،
ومن أشهر كتبه ( نهاية الأدب في معرفة فنون العرب) ويقع في ثلاثين مجلداً قسمه في أربعة فنون تتعلق بالسماء والإنسان والحيوان والنبات والتاريخ.
وأسلوب كتابه يحرص على الجمال الفني والصنعة من جهة وعلى الإبانة عن المعنى دون تكلف من جهة ثانية.
3- أحمد بن علي القلقشندي:
المولود عام(756هـ) والمتوفى(821) وقد ولد في قرية قلقشندة قرب القاهرة ، وطلب العلم في الاسكندرية ثم توفي في القاهرة ، وأهم مؤلفات هذا المؤرخ الأديب:
( صبح الأعشى في صناعة الإنشا)
وقد كتب في الإنسان والفقه ، وقد رتب المؤلف كتابه الذي يقع في أربعة عشر جزءاً على مقدمة وخاتمة وتناول فيه كل ما يتعلق بالكتابه وفضلها وأدواتها مبتعداً عن التكلف وإن لم يسلم من الصنعة البديعية.
4- عبد الرحمن بن محمد بن خلدون:
المولود عام( 732هـ) والمتوفى عام(808هـ) ولد في تونس بعد هجرة أسرته إلى اشبيلية، وتتلمذ على يد أبيه ، وتوفي في القاهرة ويعد المؤسس الأول لعلم الاجتماع إضافة إلى كونه فيلسوفاً مؤرخاً بحاثة ، تميز بسموا أخلاقه ، وقوة شخصيته ، وأهم كتبه ( كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر) وهو في سبعة مجلدات وأهم ما فيه المقدمة وقد تميز أسلوبه بالسهولة وعدم التكلف والصنعة.
5- أبناء الأثير:
أسرة تميزت بالكتابة مؤسسها شمس الدين سعيد بن محمد الكاتب أحد أعيان دمشق ، انتقل إلى القاهرة وأنجب أبناءً عملوا في ديوان الإنشاء منهم شرف الدين محمد بن سعيد ، وتاج الدين أحمد بن سعيد، وعلاء الدين كاتب سر السلطان محمد الناصر.
6- أسرة آل فضل الله العمري:
مؤسسها محي الدين بن فضل الله العمري كاتب السلطان الناصر في القاهرة ، وقد أنجب علاء الدين كاتب السر وشهاب الدين الكاتب الفقيه ، وبدر الدين كاتب السر بعد علاء الدين . وقد كانت هذه الأسرة تنافس أسرة أبناء الأثير في الوصول إلى أعلى مناصب الدولة .
الوظيفة :
ادرس المستوى البلاغي لعلوم المعاني والبيان والبديع في هذه الأبيات ، وبين أثر عصر الانحدار بالاهتمام بالصنعة البديعية معرجاً برأيك في صنعة الشاعر للأبيات
قال الشاب الظريف :
لي من هواك بعيده وقريبه ولك الجمال بديعه وغريبه
يا من أعيذ جماله بجلاله حذراً عليه من العيون تصيبه
إن لم تكن عيني فإنك نورها أو لم تكن قلبي فأنت حبيبه
هل رحمة أو حرمة لمتيم قل قل فيك نصيره ونصيبه
لم يبق لي سرٌ أقول تذيعه عني ولا قلبٌ أقول تذيبه
ب-أبرز فنون النثر:
تناول الأدب المملوكي موضوعات من صميم الحياة ، فهاجم العادات الشاذة، ونقد موظفي الدولة المتهاونين ونقد المكوس، ودعا إلى الكفاح وطرد المغتصبين، وتبدى ذلك في الرسائل والخطابة والقصص والمقامات :
1-الكتابة والرسائل الرسمية:
استحدث المماليك منصب (كاتب السر) رئيس الديوان السلطاني ، وهو أعلى من صاحب ديوان الإنشاء تنافس في توليه كبار الكتاب كابن عبد الظاهر وابن فضل الله العمري ، وعلاء الدين بن الأثير.
وتنوعت رسائل الديوان بموضوعاتها بين رسائل تدور بين الملوك والسلاطين، وما بين رسائل تهديد ووعيد وتهاني.
وأشهرها رسالة قلوون إلى السلطان أحمد غازان سلطان التتار ، وقد كتبها ابن عبد الظاهر ردا على رسالة من سلطان التتار طلب فيها الهدنة بعد اعتناقه الإسلام.
وقد كثرت فيها المحسنات البديعية والصنعة .
2- الرسائل الذاتية:
وهي رسائل الأخوانيات بين الأدباء والكتاب ، تنوعت موضوعاتها ، وترك فيها العنان لخيال وعواطف الكاتب ، وشاركت في عرض مبكيات ومضحكات الحياة، فكانت رسائل في وصف الطبيعة ووصف مجالس الخمرة ، ووصف الشمعة والديك والببغاء والرسائل المجانية، إضافة إلى رسائل الشكوى والعتاب والمفاكهة وتبادل الرأي ، ومن أمثلتها رسالة من الأديب عيسى بن حجاج إلى الوزير الكاتب فخر الدين بن مكانس إضافة إلى رسائل في الرثاء والمفاضلات بين البلاد أو بين السيف والقلم.
3- الخطابة :
وقد تنوعت الخطابة بين الدين والحرب والسياسة والمناظرة والمواعظ والقصص الديني ، وقد كانت لهذه الخطابة مقاييس وشروط ، ومن أقصر هذه الخطب وأبلغها خطبة قطز في أمراء الجيوش في مصر حين خرج لحرب المغول في(عين جالوت)
ونقتطف منها:
" يا أمراء المسلمين، لكم زمان تأكلون أموال بيت المال ، وأنتم للغزاة كارهون ، وأنا متوجّهٌ ، فمن اختار الجهاد يصحبني ، ومن لم يختر ذلك يرجع إلى بيته . فإن الله مطلع عليه، وخطيئه حريم المسلمين في رقاب المتأخرين".
4- المقامات:
التي بدأها الهمذاني وثنّى بها الحريري ، والتي أخذت تستغل للوعظ الديني في عصر الانحدار بحيث ركز على التنميق في أسلوبها وحفلت بألوان البديع ومن زعمائها صلاح الدين الصفدي وابن الوردي والشاب الظريف، وقد بقيت محافظة على طريق الأوائل باستخدام راوية وحدث وأقصوصة.
ومن أهم هذه المقامات : المقامة الساسانية لشهاب الدين الخفاجي.
5- النثر الوصفي:
وهو كلّ ما كتب في التراجم والرحلات ووصف الرياضيات والطرديات والخواطر التأملية ، وبعضها يميل إلى البساطة والآخر إلى الصنعة.
6- القصص الوعظية:
وهي قصص رمزية أو متخيلة غايتها تنبيه الناس أو حثهم على النضال أو دعوتهم للتخلص من ذنوبهم وانحرافاتهم ككتاب ( كشف الأسرار عن حكم الطيور والأزهار) لعز الدين عبد السلام المقدسي ، وقد وفق الكاتب في ايجاد تسلسل واضح بين الحوادث وإقامة الحوار الشيق والعبرة لبني الإنسان.
7- النثر العلمي :
وهو ما كتب في العلوم الطبيعية والطبية والرياضية بأسلوب واضح ، سهل بعيد عن التكلف كما في كتاب: (حياة الحيوان) للدميري
8-السير الشعبية :
وهي قصص شعبية تدور أحداثها حول مفاجآت وبطولات ومآزق ترسم صورة من صور المجتمع تعتمد في أسلوبها على السجع والترادف وتكرار الألفاظ والعبارات مع وصف حي للمدن والأرياف والجبال والأنهار ، وتصوير واقعي للأسواق التجارية .
9- المسرح:
وقد ظهرت بدايته في خيال الظل من خلال مسرحيات ابن دانيال ( طيف الخيال- عجيب وغريب- المتيم).
وقد تنوعت قوالب المسرحيات بين الشعر والنثر والزجل.
جـ- أهم المؤلفات في هذه العصور: للقراءة والمطالعة
استأنف العلماء والأدباء نشاطهم العلمي في مصر والشام بعد تخريب بغداد ، ويعد عصر الانحدار عصر الموسوعات إذ بدأ المتأدبون في تجميع العلوم في موسوعات مستقلة من أهمها:
1- المؤلفات الدينية : في علوم القرآن والحديث والتفسير والفقه مثل : فتاوى ابن تيمية (38) مجلداً.
الاتقان في علوم القرآن للسيوطي.
2- كتب اللغة : لسان العرب لابن منظور – القاموس المحيط للفيروز آبادي – مغني اللبيب لابن هشام – قطر الندى و شذور الذهب لابن هشام – ألفية ابن مالك- كتاب المزهر في اللغة والأشباه والنظائر في النحو وكلها للسيوطي.
3- كتب الأدب : المستطرف في كل فنّ مستظرف للأبشهي – نسيم الصبا لابن حبيب الحلبيّ – خزانة الأدب وغاية الأرب لابن حجة الحمويّ. 4-كتب البلاغة: تلخيص المفتاح للقزويني.
5-كتب التاريخ: كتاب المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء البداية والنهاية لابن كثير – النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري بردي.
6- كتب الجغرافيا والرحلات:
المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار للمقزيزي – تقويم البلدان لأبي الفداء – تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار لابن بطوطة.
7- الكتب الموسوعية : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لشهاب الدين العمري- نهاية الأرب للنويري – وصبح الأعشى للقلقشندي.
وقد قلّ الانتاج العلمي والفكري في العهد العثماني لأن قسماً من العلماء انتقل إلى القسطنطينية ، ومن المؤلفين في العصر العثماني :
- ابن إياس : بدائع الزهور في وقائع الدهور.
- طاش كبري زاده : مفتاح السعادة ومصباح السيادة.
- المقِّري : نفح الطبيب في غصن الأندلس الرطيب.
- حاجي خليفة : كشف الظنون في أسامي الكتب والفنون .
- يوسف البديعي: الصبح المبني عن حثيثة المتنبي .
- عبد القادر البغدادي : خزانة الأدب ولبّ لباب لسان العرب.
- شهاب الدين الخفاجي.
- المحّبي: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.
- السيد المرتضى الزبيدي: تاج العروس.
د- كلمة في النثر:
انقسم النثر في هذا العصر إلى نثر علمي ونثر فني ، فالنثر اعتمد الصنعة البيانية والبديعية واستخدم فيه السجع و الاقتباس والتضمين والجناس.
والنثر العلمي غلب عليه التحرر من الصنعة والاهتمام بوضوح المعاني وسهولة الأداء، وقد ظهر إلى جانب ذلك أدب شعبي قارب العامية وابتعد عن لغة القصور ، والغاية عند الكتاب في هذا العصر إبراز مقدرتهم الفنية واللغوية وإن أودى بهم الأمر إلى القيود في الصنعة حولت الأدب من مساره الحقيقي.
النثر في عصر الانحدار
قراءة ومطالعة
نظراً لاتساع رقعة الدولة وانتشار العلوم والمعارف المختلفة فقد ازداد الاهتمام بالكتابة النثرية، وأصبحت الحاجة ملحة سواء أكان ذلك في دواوين الدولة ومراسلاتها ومكاتباتها أم كانت من خلال انتشار التأليف والكتابة الوعظية والخطابة الدينية والاجتماعية ، وهذا ما جعل الاهتمام بهذا الفن يأخذ منحىً جديداً.
أبرز النثار في هذا العصر:
اشتهر في هذا العصر مجموعة كبيرة من الذين اهتموا بالنثر وتنافسوا في تجويده للوصول إلى المناصب العليا في الدولة وقد كان هؤلاء الأعلام يجمعون بين صناعتين : صناعة الشعر وصناعة النثر على اعتبار أن البلاغة لا تنهل إلا بهما ، ومن هؤلاء النثّار:
1- محي الدين بن عبد الله بن عبد الظاهر:
المولد عام(620هـ) والمتوفى عام(672هـ) وتولى رئاسة ديوان الإنشاء في عصر الظاهر بيبرس وكتابة سر المنصور قلوون ، وابنه الأشرف خليل ، وقد كان كاتباً وشاعراً اهتم بالمحسنات البديعية ، وبرع في
وألف كتاباً في سيرة الملك المنصور ، وكتاباً آخر سماه ( النجوم الدرية في الشعراء المصرية) وله ديوان شعر معظمه في المناسبات والأخوانيات.
2- شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب:
المولود سنة (677هـ) والمتوفى عام(733) وقد كان بحاثة غزيرة الإطلاع ، اتصل بالملك الناصر ووكل في بعض أموره وتولى نظر الجيش في طرابلس الشام،
ومن أشهر كتبه ( نهاية الأدب في معرفة فنون العرب) ويقع في ثلاثين مجلداً قسمه في أربعة فنون تتعلق بالسماء والإنسان والحيوان والنبات والتاريخ.
وأسلوب كتابه يحرص على الجمال الفني والصنعة من جهة وعلى الإبانة عن المعنى دون تكلف من جهة ثانية.
3- أحمد بن علي القلقشندي:
المولود عام(756هـ) والمتوفى(821) وقد ولد في قرية قلقشندة قرب القاهرة ، وطلب العلم في الاسكندرية ثم توفي في القاهرة ، وأهم مؤلفات هذا المؤرخ الأديب:
( صبح الأعشى في صناعة الإنشا)
وقد كتب في الإنسان والفقه ، وقد رتب المؤلف كتابه الذي يقع في أربعة عشر جزءاً على مقدمة وخاتمة وتناول فيه كل ما يتعلق بالكتابه وفضلها وأدواتها مبتعداً عن التكلف وإن لم يسلم من الصنعة البديعية.
4- عبد الرحمن بن محمد بن خلدون:
المولود عام( 732هـ) والمتوفى عام(808هـ) ولد في تونس بعد هجرة أسرته إلى اشبيلية، وتتلمذ على يد أبيه ، وتوفي في القاهرة ويعد المؤسس الأول لعلم الاجتماع إضافة إلى كونه فيلسوفاً مؤرخاً بحاثة ، تميز بسموا أخلاقه ، وقوة شخصيته ، وأهم كتبه ( كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر) وهو في سبعة مجلدات وأهم ما فيه المقدمة وقد تميز أسلوبه بالسهولة وعدم التكلف والصنعة.
5- أبناء الأثير:
أسرة تميزت بالكتابة مؤسسها شمس الدين سعيد بن محمد الكاتب أحد أعيان دمشق ، انتقل إلى القاهرة وأنجب أبناءً عملوا في ديوان الإنشاء منهم شرف الدين محمد بن سعيد ، وتاج الدين أحمد بن سعيد، وعلاء الدين كاتب سر السلطان محمد الناصر.
6- أسرة آل فضل الله العمري:
مؤسسها محي الدين بن فضل الله العمري كاتب السلطان الناصر في القاهرة ، وقد أنجب علاء الدين كاتب السر وشهاب الدين الكاتب الفقيه ، وبدر الدين كاتب السر بعد علاء الدين . وقد كانت هذه الأسرة تنافس أسرة أبناء الأثير في الوصول إلى أعلى مناصب الدولة .
الوظيفة :
ادرس المستوى البلاغي لعلوم المعاني والبيان والبديع في هذه الأبيات ، وبين أثر عصر الانحدار بالاهتمام بالصنعة البديعية معرجاً برأيك في صنعة الشاعر للأبيات
قال الشاب الظريف :
لي من هواك بعيده وقريبه ولك الجمال بديعه وغريبه
يا من أعيذ جماله بجلاله حذراً عليه من العيون تصيبه
إن لم تكن عيني فإنك نورها أو لم تكن قلبي فأنت حبيبه
هل رحمة أو حرمة لمتيم قل قل فيك نصيره ونصيبه
لم يبق لي سرٌ أقول تذيعه عني ولا قلبٌ أقول تذيبه
ب-أبرز فنون النثر:
تناول الأدب المملوكي موضوعات من صميم الحياة ، فهاجم العادات الشاذة، ونقد موظفي الدولة المتهاونين ونقد المكوس، ودعا إلى الكفاح وطرد المغتصبين، وتبدى ذلك في الرسائل والخطابة والقصص والمقامات :
1-الكتابة والرسائل الرسمية:
استحدث المماليك منصب (كاتب السر) رئيس الديوان السلطاني ، وهو أعلى من صاحب ديوان الإنشاء تنافس في توليه كبار الكتاب كابن عبد الظاهر وابن فضل الله العمري ، وعلاء الدين بن الأثير.
وتنوعت رسائل الديوان بموضوعاتها بين رسائل تدور بين الملوك والسلاطين، وما بين رسائل تهديد ووعيد وتهاني.
وأشهرها رسالة قلوون إلى السلطان أحمد غازان سلطان التتار ، وقد كتبها ابن عبد الظاهر ردا على رسالة من سلطان التتار طلب فيها الهدنة بعد اعتناقه الإسلام.
وقد كثرت فيها المحسنات البديعية والصنعة .
2- الرسائل الذاتية:
وهي رسائل الأخوانيات بين الأدباء والكتاب ، تنوعت موضوعاتها ، وترك فيها العنان لخيال وعواطف الكاتب ، وشاركت في عرض مبكيات ومضحكات الحياة، فكانت رسائل في وصف الطبيعة ووصف مجالس الخمرة ، ووصف الشمعة والديك والببغاء والرسائل المجانية، إضافة إلى رسائل الشكوى والعتاب والمفاكهة وتبادل الرأي ، ومن أمثلتها رسالة من الأديب عيسى بن حجاج إلى الوزير الكاتب فخر الدين بن مكانس إضافة إلى رسائل في الرثاء والمفاضلات بين البلاد أو بين السيف والقلم.
3- الخطابة :
وقد تنوعت الخطابة بين الدين والحرب والسياسة والمناظرة والمواعظ والقصص الديني ، وقد كانت لهذه الخطابة مقاييس وشروط ، ومن أقصر هذه الخطب وأبلغها خطبة قطز في أمراء الجيوش في مصر حين خرج لحرب المغول في(عين جالوت)
ونقتطف منها:
" يا أمراء المسلمين، لكم زمان تأكلون أموال بيت المال ، وأنتم للغزاة كارهون ، وأنا متوجّهٌ ، فمن اختار الجهاد يصحبني ، ومن لم يختر ذلك يرجع إلى بيته . فإن الله مطلع عليه، وخطيئه حريم المسلمين في رقاب المتأخرين".
4- المقامات:
التي بدأها الهمذاني وثنّى بها الحريري ، والتي أخذت تستغل للوعظ الديني في عصر الانحدار بحيث ركز على التنميق في أسلوبها وحفلت بألوان البديع ومن زعمائها صلاح الدين الصفدي وابن الوردي والشاب الظريف، وقد بقيت محافظة على طريق الأوائل باستخدام راوية وحدث وأقصوصة.
ومن أهم هذه المقامات : المقامة الساسانية لشهاب الدين الخفاجي.
5- النثر الوصفي:
وهو كلّ ما كتب في التراجم والرحلات ووصف الرياضيات والطرديات والخواطر التأملية ، وبعضها يميل إلى البساطة والآخر إلى الصنعة.
6- القصص الوعظية:
وهي قصص رمزية أو متخيلة غايتها تنبيه الناس أو حثهم على النضال أو دعوتهم للتخلص من ذنوبهم وانحرافاتهم ككتاب ( كشف الأسرار عن حكم الطيور والأزهار) لعز الدين عبد السلام المقدسي ، وقد وفق الكاتب في ايجاد تسلسل واضح بين الحوادث وإقامة الحوار الشيق والعبرة لبني الإنسان.
7- النثر العلمي :
وهو ما كتب في العلوم الطبيعية والطبية والرياضية بأسلوب واضح ، سهل بعيد عن التكلف كما في كتاب: (حياة الحيوان) للدميري
8-السير الشعبية :
وهي قصص شعبية تدور أحداثها حول مفاجآت وبطولات ومآزق ترسم صورة من صور المجتمع تعتمد في أسلوبها على السجع والترادف وتكرار الألفاظ والعبارات مع وصف حي للمدن والأرياف والجبال والأنهار ، وتصوير واقعي للأسواق التجارية .
9- المسرح:
وقد ظهرت بدايته في خيال الظل من خلال مسرحيات ابن دانيال ( طيف الخيال- عجيب وغريب- المتيم).
وقد تنوعت قوالب المسرحيات بين الشعر والنثر والزجل.
جـ- أهم المؤلفات في هذه العصور: للقراءة والمطالعة
استأنف العلماء والأدباء نشاطهم العلمي في مصر والشام بعد تخريب بغداد ، ويعد عصر الانحدار عصر الموسوعات إذ بدأ المتأدبون في تجميع العلوم في موسوعات مستقلة من أهمها:
1- المؤلفات الدينية : في علوم القرآن والحديث والتفسير والفقه مثل : فتاوى ابن تيمية (38) مجلداً.
الاتقان في علوم القرآن للسيوطي.
2- كتب اللغة : لسان العرب لابن منظور – القاموس المحيط للفيروز آبادي – مغني اللبيب لابن هشام – قطر الندى و شذور الذهب لابن هشام – ألفية ابن مالك- كتاب المزهر في اللغة والأشباه والنظائر في النحو وكلها للسيوطي.
3- كتب الأدب : المستطرف في كل فنّ مستظرف للأبشهي – نسيم الصبا لابن حبيب الحلبيّ – خزانة الأدب وغاية الأرب لابن حجة الحمويّ. 4-كتب البلاغة: تلخيص المفتاح للقزويني.
5-كتب التاريخ: كتاب المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء البداية والنهاية لابن كثير – النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري بردي.
6- كتب الجغرافيا والرحلات:
المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار للمقزيزي – تقويم البلدان لأبي الفداء – تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار لابن بطوطة.
7- الكتب الموسوعية : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لشهاب الدين العمري- نهاية الأرب للنويري – وصبح الأعشى للقلقشندي.
وقد قلّ الانتاج العلمي والفكري في العهد العثماني لأن قسماً من العلماء انتقل إلى القسطنطينية ، ومن المؤلفين في العصر العثماني :
- ابن إياس : بدائع الزهور في وقائع الدهور.
- طاش كبري زاده : مفتاح السعادة ومصباح السيادة.
- المقِّري : نفح الطبيب في غصن الأندلس الرطيب.
- حاجي خليفة : كشف الظنون في أسامي الكتب والفنون .
- يوسف البديعي: الصبح المبني عن حثيثة المتنبي .
- عبد القادر البغدادي : خزانة الأدب ولبّ لباب لسان العرب.
- شهاب الدين الخفاجي.
- المحّبي: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.
- السيد المرتضى الزبيدي: تاج العروس.
د- كلمة في النثر:
انقسم النثر في هذا العصر إلى نثر علمي ونثر فني ، فالنثر اعتمد الصنعة البيانية والبديعية واستخدم فيه السجع و الاقتباس والتضمين والجناس.
والنثر العلمي غلب عليه التحرر من الصنعة والاهتمام بوضوح المعاني وسهولة الأداء، وقد ظهر إلى جانب ذلك أدب شعبي قارب العامية وابتعد عن لغة القصور ، والغاية عند الكتاب في هذا العصر إبراز مقدرتهم الفنية واللغوية وإن أودى بهم الأمر إلى القيود في الصنعة حولت الأدب من مساره الحقيقي.
الأربعاء أكتوبر 07 2015, 11:28 من طرف مهاجي30
» الفرض الاول علمي في مادة الأدب العربي
السبت نوفمبر 22 2014, 14:57 من طرف slim2011
» الفرض الاول ادب عربي شعبة ادب و فلسفة
السبت أكتوبر 18 2014, 06:35 من طرف عبد الحفيظ10
» دروس الاعلام الآلي كاملة
الثلاثاء سبتمبر 23 2014, 09:24 من طرف mohamed.ben
» دروس في الهندسة الميكانيكية
الخميس سبتمبر 18 2014, 04:37 من طرف nabil64
» وثائق هامة في مادة الفيزياء
الأربعاء سبتمبر 10 2014, 21:12 من طرف sabah
» طلب مساعدة من سيادتكم الرجاء الدخول
الجمعة سبتمبر 05 2014, 19:57 من طرف amina
» مذكرات الأدب العربي شعبة آداب و فلسفة نهائي
الجمعة سبتمبر 05 2014, 19:53 من طرف amina
» مذكراث السنة الثالثة ثانوي للغة العربية شعبة ادب
الثلاثاء أغسطس 19 2014, 07:29 من طرف walid saad saoud
» les fiches de 3 as* projet I**
الجمعة يوليو 11 2014, 11:51 من طرف belaid11