المولد النبوي الشريف
في صحيح مسلم أن الله تعالى يخفف العذاب عن أبي لهب يوم الاثنين حيث أنه عندما بُشّر بولادة المصطفى أعتق جاريته ثويبة.
قال تعالى (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) آل عمران) فما هي دلالة الآية على ما نحن فيه؟
هناك فرق بين النعمة والمِنّة فالنعمة هي ما ينعم الله تعالى به على عباده أما المِنّة فهي النعمة الثقيلة التي تغيّر حالة العبد تغيراً كاملاً إلى الأحسن وهي التي ما وراءها نعمة. وإذا ذكّرك المُنعِم بالنعمة دائماً فهي المِنّة وهذا التذكير هو مذموم من العبد ومحمود من الله تعالى.
أما على المسلمين فقد منّ الله تعالى عليهم بمنتي:
المنّة الأولى: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) ما من نعمة أعظم من الإيمان لأنها غيّرت حياتنا بالكامل إلى الأحسن كنا مشركين فمنّ الله تعالى علينا وجعلنا موحدين وأزكياء وطاهرين وهذه منّة عظيمة و يرافقها إلا المنة الثانية وهي:
المنة الثانية: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) آل عمران) مولد النبي منة عظيمة. لقد أرسل الله تعالى رسلاً كثيرون إلى قومهم وتحدث عن حياتهم بالتفصيل ولقد احتفى القرآن الكريم ببعض الرسل من ساعة ولادتهم إلى موتهم وبهذا أصبح الحديث عن ميلاد ذلك النبي قرآناً وشرعاً (كما جاء في ذكر ولادة عيسى وموسى ويحيى ) ونحن كمسلمين نحتفل كل ثانية بميلاد أحد هؤلاء الأنبياء لأنه ما من ساعة ولا ثانية تمر إلا وأحد من المسلمين يقرأ هذه الآيات التي تحتفي بمولد الأنبياء عليهم على رسولنا أفضل الصلاة والسلام فهناك من يحتفل هذا الاحتفال القرآني بولادة عيسى وما رافقه من عِبر وكذلك بموسى من ساعة ولادته إلى أن أصبح في قصر فرعون إلى موته بالتفصيل. وكذلك يحيى ولم يحتف القرآن فقط بولادة هؤلاء الأنبياء وطفولتهم وما رافقها من معجزات وإنما يحدثنا أن كل كل ما تعلّق بالأنبياء داخل ضمن العقيدة كما جاء في قصة طالوت في سورة البقرة (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)) وخالد بن الوليد كان يضع شعرات من شعرات الرسول في قلنسوته ليتبرك بها وفي إحدى المعارك سقطت قلنسوته فأمر عدداً من الجنود بأن يحضروها فتهامس البعض بخصوص القلنسوة فسمع خالد ذلك فقال: ما كنت لأعرّض المسلمين لقطرة دم واحدة ولكن في القلنسوة شعرات النبي فخشيت أن تقع تحت أقدام المشركين وكان معاوية يحتفظ بأظافر النبي وقد أوصى أن يضعوها في جفنيه عند دفنه.
نسأل لماذا فعل الله تعالى هذا ولماذا قصّ علينا قصص ولادات الأنبياء ولماذا جحفلنا حول آثار الأنبياء؟ الرسول قال: "لا أخشى عليكم أن تشركوا بعدي" كل المسلمين يقبّلون الحجر الأسود لكن لا يوجد منهم من يعتقد أنه ينفع أو يضر (قال عمر بن الخطاب: والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلّتك). آثار النبي تثبّت الإيمان والرسول احتفى بكثير من هذه الأمور عن بني اسرائيل (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) ابراهيم) ساعة مولده وإرساله في البحر وساعة ما حارب فرعون وساعة إرساله لسيناء. والنبي احتفل بيوم من أيام بني اسرائيل فصام يوم عاشوراء وأمرنا بصيامه مع مخالفتنا لليهود فأمرنا بصيام التاسع والعاشر من محرّم احتفالاً بنجاة موسى .
الله تعالى لما احتفى بمولد الأنبياء وآثارهم لأنه سبحانه وتعالى يعلم أن الأمة عندما تتزعزع وتفقد الثقة يذكّرهم بأيام الله حتى يثبتوا. عندما انهزم المسلمون في اُحُد ذكرهم تعالى (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) آل عمران) (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) الأنفال) التذكير بأيام الله وبالمنن والآثار خيرها وشرها عبرة ولهذا قال تعالى لنبيه (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) هود) فالاحتفال بالنبي وحياته فكأنما يقول تعالى لنبيه إذا كثُر عليك المشركون اذكر كيف فعلنا مع موسى وعيسى حتى يتجدد الإيمان والثقة بالله تعالى (وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)) الحق هي المعجزات والموعظة لمن ينكر ذلك ولمن صعف وتزعزع وعليه أن يعود وذكرى للمؤمنين لأن (وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين). الله تعالى يعلم أن النفس البشرية مطبوعة على ما تحب ومن يحب يعشق كل ما يتعلق بالمحبوب.
عندما كان المسلمون على هذه القوة المعروفة لم يكن يشغل للمسلمين من شغل إلا الرسول وعلم السنة رواية وتحقيقاً ومجالس ودراسة ولم يُخدم علم في الدنيا كما خُدم هذا العلم وكانوا يتحققون من كل شيء عن الرسول فوصفوه وذكروا كم عدد الشعرات السوداء في لحيته ووصفوا مشيته ووقفته وسواكه وصفاً دقيقاً وهذا هو الاحتفاء به وتحدثوا عن رضاعه وكان المسلمون يحتفلون بالنبي وأيام النبي وما من صغيرة ولا كبيرة في حياته إلا كانت محور الحديث قال : "أدّبوا أولادكم على حبي" كما تناول علم الحديث شفاعة النبي ونفعه حتى ينشأ الناس على حبه وكان المسلمون يحتفلون به كل يوم من انشغالهم بالحديث والسيرة وكل ما يتعلق به وكان العلم الشائع في عصرهم. أما عندما انشغل المسلمون وانقسمت الدولة دويلات وضاع أمرهم بدأ علماء المسلمين يحاولون إمساك الأمة على وحدتها وجلّ ما فعلوه هو الاحتفال به يوماً في العام. قديماً كانت تزيّن الشوارع ابتهاجاً بذكرى مولد الرسول وفي العراق هناك مدينة من المدائن عرفت بأنها أكثر المدن احتفالاً بالمولد النبوي الشريف فكان الاحتفال يستمر شهوراً يقرأون سيرته فتمتليء قلوب الناس حباً بالرسول . وكلنا يعلم مدى أهمية محبة الرسول جاء رجل الى الرسول فسأله متى الساعة؟ قال : ماذا أعددت لها؟ قال ما أعددت لها الكثير من الصلاة والصيام إلا أنني أحب الله ورسوله فقال له : المرء مع من أحبّ.
وقال : "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ماله وولده والناس أجمعين" ومن أحبّ شيئاً أكثر من ذكره فالاحتفال بالمولد يجد الايمان وما من موسم يُمدح فيه النبي كالاحتفال بالمولد ومدحه من أعظم العبادات (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) الفتح) والتوقير حفظ الهيبة وكان المسلمون الأوائل إذا ذكروا الرسول اصفرّت وجوههم والتوقير أن تعامله معاملة حسنة تسكن فيها نفسك وجوارحك. أحد الصحابة كان إذا ذكر الرسول بعد موته تأخذه العبرات ولا يستطيع أن يكمل حديثه. وكان الامام مالك يدرّس الفقه وكان عندما يدخل درس الحديث يغتسل ويتطيب ويروي الحديث بكل خشوع وسكينة وفي إحدى المرات كان يجلس قربه عبد الله بن المبارك من المجاهدين وكان من أتباع الامام مالك فرأى مالكاً يرتعش ولم ينقطع عن الحديث فلما انتهى من الدرس وذهب الامام الى بيته تبعه عبد الله فسأله مالك اليوم لست كعادتك فقال يا عبد الله وأنا جالس لدغتني عقرب 10 – 12 مرة فاستحييت أن أقطع حديثي عن رسول الله .
كان المسلمون يحتفلون به ليل نهار وعبد الله بن عمر كان يتبع آثار النبي وكان إذا وصل إلى مكان في المدينة استلقى على ظهره وضحك فلما سألوه قال رأيت رسول الله يفعل هذا.
عندما ضعفت الأمة وتفرّق أمرها وبدأ المسلمون يفقدون الثقة بدينهم قال الصالحون فلنجعل من مولد النبي احتفالاً حتى يعود المسلمون إلى دينهم ومحبتهم لرسول الله فصار المولد النبوي الشريف والاحتفال به موسماً لتجديد الأفراح والإيمان والإخاء . وفي بعض العواصم الاسلامية يحتفلون بهذا اليوم احتفالاً عظيماً لمحبتهم لرسول الله .
(ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا) منّ الله تعالى عليهم بأن جعلهم أقوياء عندما ذكرهم موسى بأيام الله عز وجل. فإذا كان القرآن الكريم احتفى بمولد موسى وعيسى وبأنبياء حدودين بزمان ومكان فكيف بالرسول وقد أرسله الله تعالى الى العالمين جميعاً الى يوم القيامة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) العالمين جميعاً وقال تعالى (لقد من الله على الؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً) في هذه الآية ذكر تعالى المنة على المؤمنين ولم يقل العالمين لأن المنة على الذين يحبونه وآمنوا به اتبعوا بشارة عيسى . كان يقول: "أنا دعوة أبي ابراهيم وبشارة أخي عيسى". والبشرى هي الخبر الذي يُحتفى به. والله تعالى جعل الولادات بشرى فالمولود عندنا يحتفى به وتقدم له العقيقة ويحنّك ويؤذن في أذنه وتقام الصلاة في الأخرى والأم الحامل تكرّم بهدية فما بالك بأعظم وأشرف مولود على وجه الأرض؟!ّ
من هذه المقدمات أستطيع أن أقول –وأستغفر الله إن كنت زالاًّ- أن الاحتفال بمولد النبي أصبح اليوم واجباً. هذا التشرذم الذي نحن فيه فهل سمعتم أن من المسلمين من ارتدـ وهل سمعتم أن كتباً تكتب تهاجم النبي وتشتمه وتصفه بأسوأ الصفات، وهل سمعتم أن مصحفاً طُبِع في دولة غربية وطُبِع على غلاف كل مصحف حذاء وهل سمعتم أن بعض الناس يشككون في القرآن والأحاديث؟ وهل سمعتم أن التبشير استشرى الآن؟
فمتى نذكركم بأيام الله ؟ المِنّة هي النعمة الثقيلة التي يجب أن تذكر عندما تُجحد وهناك من جحد الرسول فمنعوا الصلاة عليه بعد الآذان وهناك من يطعن الرسول فهذا الوقت الذي نحن فيه يجعل الاحتفال بالنبي واجباً أن تذكر أخلاقه وحياته وصفاته وآثاره ومعجزاته وسننه وما نُسي من سننه وكنا في إحدى المدن نحي سنة من سنن الرسول التي نُسيت فإذا بالمدينة كلها تحيي هذه السنة وتعود إليها وعنه "من أحيا سنة أُميتت من بعدي فكأنما أحياني". فإذا كان مدح النبي يغفر الذنوب جميعاً وفي رواية عن حسان بن ثابت الذي كان ممن خاضوا في حادثة الافك عذّبه الله تعالى بالعمى وهو عذاب عظيم (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) النور) شتمه أحدهم أمام عائشة رضي الله عنها فقالت لا تقع فيه فقد غفر الله له ذنوبه ببيت من الشعر مدح به رسول الله :
هجوت محمداً فأجبتُ عنه وعند الله في ذاك الجزاء
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
اتهجوه ولست له بكفء فشرّكما لخيركم افتداء
ولهذا على الشاعر أن يجعل زكاة شعره أن يمدح النبي ببيتين من الشعر عسى الله أن يغفر بهما ذنوبه.
الوضع الذي نحن فيه يحتاج إلى نفحة عاطفية والقرآن بيننا والأحاديث بيننا والمسلمون انفرط عقدهم فما هو الذي يجعلهم يتماسكون؟ شخصية النبي وننطلق من هذا الاحتفال إلى أن نستذكر سيرة المصطفى بطرح جديد موافق لطبيعة العصر ونزيل عنها كل ما شابها ونجعل هذه المناسبة فرصة كي نتجحفل حول الرسول . هذه الأمة مكرمة وفضلها الله تعالى على العالمين (كنتم خير أمة أخرجت للناس) أمة طاهرة في عرضها ، في رحمها وفي توحيد الله عز وجل خمسة عشر قرناً والتوحيد هاجسنا وعلى المسلمين أن يعتنوا بهذا المولد عناية أكاديمية جديدة ليثبتوا الناس على ما ينبغي أن يثبتوهم عليه وللأسف فقد شاع الجفاء في بعض المناطق والجفاء مع النبي من الجفاء وهذا من مكر الله تعالى والاحتفال ببدر والاسراء والمعراج والمولد تجديد للعلم والفكر والايمان وأسأل الله تعالى أن يجعلنا من أحباب النبي .
ومن المشاركات الأبيات التالية:
رأيت اليُتم ضيماً في البرايا ويُتم المصطفى عز وجاه
بأن الله أودعه الحبيب وربّى بالفضائل مصطفاه
برغم الفقر ما فقر الحبيب فقد أعطى الإله له غناه
قرآناً كشمس الصبح يهدي وبدراً مثله هدياً عطاه
وأصحاباً كحبات الثريا أضاءوا لنا الطريق لمنتهاه
وبشرى في الضحى ولسوف ترضى يقيني إن ربي قد رضاه
وجنباً ليّناً لم يعتريه جفاء للصديق ومن ولاه
ونهراً كوثراً في الخلد يجري فأين الفقر أين من ادّعاه؟
فكان البِّرُ بالأيتام دوماً كريم مرسل غيثٌ عطاه.
ما هو المطلوب منا عمله في هذا اليوم المبارك أنه علينا الاكثار من الصلاة عليه وتتبع سيرته وتجديد عهده وعلى العائلات أن تجمع الأولاد في هذا اليوم ويعلموهم السيرة ويجددون إيمانهم ويتذكروا حياته وإيمانه وأفضاله كما جاء في الحديث الشريف عنه "أدبوا أولادكم على حبي".
عزَّ دمعٌ
لذكرى خير الأنام
دمعة منك أم دموع عيونى
والذى أنزل الهــــدى وكتابا
فيه آياتٌ , حكمةٌ وصلاح
كلمـــا أقبل الصباح ســـألنا
ولكم طول عمر نوحَ لتبقى
وإذا جاءنا المساء دعــونا
طالمـا أنت لـلقـلوب دواء
كن لطه وكن لأحمد ذخراً
فالمعالى ما نالها من جبان
لم نزل فى هواك نصدق قولا
إنما نحن للحقيقة زند
يا حبيبى إذا تنكر صحب
وصلتنى رسالة منك أحيت
فسمونا إلى رحابك نسعى
عزَّ دمع أراه فوق خدود
أي هذا الذى يعيش بصدرى
أنت لا شك أنت أسعد حالا
كلنا فى مديح أحمد نحيا
بيدْ أنى مقصّر فى أمورى
لم أجاهد ولم أصل لحبيب
مثلى كالذى يعانى ويشكو
فصلاةٌ عليه ألف سلام
فكلانا بالحب غير ضنين
فيه ما فيه من رضا ويقـين
ورشاد إلى طريق مبين
حفظكم فى جميل ودٍ أمين
يا حبـيـبا فـديـتـه بـوتــيـن
أن نراكم بخير يسـرٍ ولـين
يا طبيبا لصدرنا من مهــين
فى زمانٍ ران القلوبَ بطين
يا جريئا فى فكره برصين
لم نجامل ولم نتاجر بدين
راسخ من ظواهر ودفين
ومعينى ويا لكم من معين
ما بنا من وجدٍ عظيم حنين
مسّنا فى هواك ليل أنين
طهّر النفس من فتات سنين
فى رضا هوى وحب مكين
ولكم من صلاح علم ودين
ما حيينا ليوم ذاك اليقين
فأنا أولى بالبكاء الحزين
رغم أنى أسير شوق متين
لم يعالج ورام يأس سجين
أنقذتنا فى توّها كل حيـــــــــــــــن
في صحيح مسلم أن الله تعالى يخفف العذاب عن أبي لهب يوم الاثنين حيث أنه عندما بُشّر بولادة المصطفى أعتق جاريته ثويبة.
قال تعالى (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) آل عمران) فما هي دلالة الآية على ما نحن فيه؟
هناك فرق بين النعمة والمِنّة فالنعمة هي ما ينعم الله تعالى به على عباده أما المِنّة فهي النعمة الثقيلة التي تغيّر حالة العبد تغيراً كاملاً إلى الأحسن وهي التي ما وراءها نعمة. وإذا ذكّرك المُنعِم بالنعمة دائماً فهي المِنّة وهذا التذكير هو مذموم من العبد ومحمود من الله تعالى.
أما على المسلمين فقد منّ الله تعالى عليهم بمنتي:
المنّة الأولى: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) ما من نعمة أعظم من الإيمان لأنها غيّرت حياتنا بالكامل إلى الأحسن كنا مشركين فمنّ الله تعالى علينا وجعلنا موحدين وأزكياء وطاهرين وهذه منّة عظيمة و يرافقها إلا المنة الثانية وهي:
المنة الثانية: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) آل عمران) مولد النبي منة عظيمة. لقد أرسل الله تعالى رسلاً كثيرون إلى قومهم وتحدث عن حياتهم بالتفصيل ولقد احتفى القرآن الكريم ببعض الرسل من ساعة ولادتهم إلى موتهم وبهذا أصبح الحديث عن ميلاد ذلك النبي قرآناً وشرعاً (كما جاء في ذكر ولادة عيسى وموسى ويحيى ) ونحن كمسلمين نحتفل كل ثانية بميلاد أحد هؤلاء الأنبياء لأنه ما من ساعة ولا ثانية تمر إلا وأحد من المسلمين يقرأ هذه الآيات التي تحتفي بمولد الأنبياء عليهم على رسولنا أفضل الصلاة والسلام فهناك من يحتفل هذا الاحتفال القرآني بولادة عيسى وما رافقه من عِبر وكذلك بموسى من ساعة ولادته إلى أن أصبح في قصر فرعون إلى موته بالتفصيل. وكذلك يحيى ولم يحتف القرآن فقط بولادة هؤلاء الأنبياء وطفولتهم وما رافقها من معجزات وإنما يحدثنا أن كل كل ما تعلّق بالأنبياء داخل ضمن العقيدة كما جاء في قصة طالوت في سورة البقرة (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)) وخالد بن الوليد كان يضع شعرات من شعرات الرسول في قلنسوته ليتبرك بها وفي إحدى المعارك سقطت قلنسوته فأمر عدداً من الجنود بأن يحضروها فتهامس البعض بخصوص القلنسوة فسمع خالد ذلك فقال: ما كنت لأعرّض المسلمين لقطرة دم واحدة ولكن في القلنسوة شعرات النبي فخشيت أن تقع تحت أقدام المشركين وكان معاوية يحتفظ بأظافر النبي وقد أوصى أن يضعوها في جفنيه عند دفنه.
نسأل لماذا فعل الله تعالى هذا ولماذا قصّ علينا قصص ولادات الأنبياء ولماذا جحفلنا حول آثار الأنبياء؟ الرسول قال: "لا أخشى عليكم أن تشركوا بعدي" كل المسلمين يقبّلون الحجر الأسود لكن لا يوجد منهم من يعتقد أنه ينفع أو يضر (قال عمر بن الخطاب: والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلّتك). آثار النبي تثبّت الإيمان والرسول احتفى بكثير من هذه الأمور عن بني اسرائيل (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) ابراهيم) ساعة مولده وإرساله في البحر وساعة ما حارب فرعون وساعة إرساله لسيناء. والنبي احتفل بيوم من أيام بني اسرائيل فصام يوم عاشوراء وأمرنا بصيامه مع مخالفتنا لليهود فأمرنا بصيام التاسع والعاشر من محرّم احتفالاً بنجاة موسى .
الله تعالى لما احتفى بمولد الأنبياء وآثارهم لأنه سبحانه وتعالى يعلم أن الأمة عندما تتزعزع وتفقد الثقة يذكّرهم بأيام الله حتى يثبتوا. عندما انهزم المسلمون في اُحُد ذكرهم تعالى (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) آل عمران) (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) الأنفال) التذكير بأيام الله وبالمنن والآثار خيرها وشرها عبرة ولهذا قال تعالى لنبيه (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) هود) فالاحتفال بالنبي وحياته فكأنما يقول تعالى لنبيه إذا كثُر عليك المشركون اذكر كيف فعلنا مع موسى وعيسى حتى يتجدد الإيمان والثقة بالله تعالى (وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)) الحق هي المعجزات والموعظة لمن ينكر ذلك ولمن صعف وتزعزع وعليه أن يعود وذكرى للمؤمنين لأن (وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين). الله تعالى يعلم أن النفس البشرية مطبوعة على ما تحب ومن يحب يعشق كل ما يتعلق بالمحبوب.
عندما كان المسلمون على هذه القوة المعروفة لم يكن يشغل للمسلمين من شغل إلا الرسول وعلم السنة رواية وتحقيقاً ومجالس ودراسة ولم يُخدم علم في الدنيا كما خُدم هذا العلم وكانوا يتحققون من كل شيء عن الرسول فوصفوه وذكروا كم عدد الشعرات السوداء في لحيته ووصفوا مشيته ووقفته وسواكه وصفاً دقيقاً وهذا هو الاحتفاء به وتحدثوا عن رضاعه وكان المسلمون يحتفلون بالنبي وأيام النبي وما من صغيرة ولا كبيرة في حياته إلا كانت محور الحديث قال : "أدّبوا أولادكم على حبي" كما تناول علم الحديث شفاعة النبي ونفعه حتى ينشأ الناس على حبه وكان المسلمون يحتفلون به كل يوم من انشغالهم بالحديث والسيرة وكل ما يتعلق به وكان العلم الشائع في عصرهم. أما عندما انشغل المسلمون وانقسمت الدولة دويلات وضاع أمرهم بدأ علماء المسلمين يحاولون إمساك الأمة على وحدتها وجلّ ما فعلوه هو الاحتفال به يوماً في العام. قديماً كانت تزيّن الشوارع ابتهاجاً بذكرى مولد الرسول وفي العراق هناك مدينة من المدائن عرفت بأنها أكثر المدن احتفالاً بالمولد النبوي الشريف فكان الاحتفال يستمر شهوراً يقرأون سيرته فتمتليء قلوب الناس حباً بالرسول . وكلنا يعلم مدى أهمية محبة الرسول جاء رجل الى الرسول فسأله متى الساعة؟ قال : ماذا أعددت لها؟ قال ما أعددت لها الكثير من الصلاة والصيام إلا أنني أحب الله ورسوله فقال له : المرء مع من أحبّ.
وقال : "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ماله وولده والناس أجمعين" ومن أحبّ شيئاً أكثر من ذكره فالاحتفال بالمولد يجد الايمان وما من موسم يُمدح فيه النبي كالاحتفال بالمولد ومدحه من أعظم العبادات (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) الفتح) والتوقير حفظ الهيبة وكان المسلمون الأوائل إذا ذكروا الرسول اصفرّت وجوههم والتوقير أن تعامله معاملة حسنة تسكن فيها نفسك وجوارحك. أحد الصحابة كان إذا ذكر الرسول بعد موته تأخذه العبرات ولا يستطيع أن يكمل حديثه. وكان الامام مالك يدرّس الفقه وكان عندما يدخل درس الحديث يغتسل ويتطيب ويروي الحديث بكل خشوع وسكينة وفي إحدى المرات كان يجلس قربه عبد الله بن المبارك من المجاهدين وكان من أتباع الامام مالك فرأى مالكاً يرتعش ولم ينقطع عن الحديث فلما انتهى من الدرس وذهب الامام الى بيته تبعه عبد الله فسأله مالك اليوم لست كعادتك فقال يا عبد الله وأنا جالس لدغتني عقرب 10 – 12 مرة فاستحييت أن أقطع حديثي عن رسول الله .
كان المسلمون يحتفلون به ليل نهار وعبد الله بن عمر كان يتبع آثار النبي وكان إذا وصل إلى مكان في المدينة استلقى على ظهره وضحك فلما سألوه قال رأيت رسول الله يفعل هذا.
عندما ضعفت الأمة وتفرّق أمرها وبدأ المسلمون يفقدون الثقة بدينهم قال الصالحون فلنجعل من مولد النبي احتفالاً حتى يعود المسلمون إلى دينهم ومحبتهم لرسول الله فصار المولد النبوي الشريف والاحتفال به موسماً لتجديد الأفراح والإيمان والإخاء . وفي بعض العواصم الاسلامية يحتفلون بهذا اليوم احتفالاً عظيماً لمحبتهم لرسول الله .
(ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا) منّ الله تعالى عليهم بأن جعلهم أقوياء عندما ذكرهم موسى بأيام الله عز وجل. فإذا كان القرآن الكريم احتفى بمولد موسى وعيسى وبأنبياء حدودين بزمان ومكان فكيف بالرسول وقد أرسله الله تعالى الى العالمين جميعاً الى يوم القيامة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) العالمين جميعاً وقال تعالى (لقد من الله على الؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً) في هذه الآية ذكر تعالى المنة على المؤمنين ولم يقل العالمين لأن المنة على الذين يحبونه وآمنوا به اتبعوا بشارة عيسى . كان يقول: "أنا دعوة أبي ابراهيم وبشارة أخي عيسى". والبشرى هي الخبر الذي يُحتفى به. والله تعالى جعل الولادات بشرى فالمولود عندنا يحتفى به وتقدم له العقيقة ويحنّك ويؤذن في أذنه وتقام الصلاة في الأخرى والأم الحامل تكرّم بهدية فما بالك بأعظم وأشرف مولود على وجه الأرض؟!ّ
من هذه المقدمات أستطيع أن أقول –وأستغفر الله إن كنت زالاًّ- أن الاحتفال بمولد النبي أصبح اليوم واجباً. هذا التشرذم الذي نحن فيه فهل سمعتم أن من المسلمين من ارتدـ وهل سمعتم أن كتباً تكتب تهاجم النبي وتشتمه وتصفه بأسوأ الصفات، وهل سمعتم أن مصحفاً طُبِع في دولة غربية وطُبِع على غلاف كل مصحف حذاء وهل سمعتم أن بعض الناس يشككون في القرآن والأحاديث؟ وهل سمعتم أن التبشير استشرى الآن؟
فمتى نذكركم بأيام الله ؟ المِنّة هي النعمة الثقيلة التي يجب أن تذكر عندما تُجحد وهناك من جحد الرسول فمنعوا الصلاة عليه بعد الآذان وهناك من يطعن الرسول فهذا الوقت الذي نحن فيه يجعل الاحتفال بالنبي واجباً أن تذكر أخلاقه وحياته وصفاته وآثاره ومعجزاته وسننه وما نُسي من سننه وكنا في إحدى المدن نحي سنة من سنن الرسول التي نُسيت فإذا بالمدينة كلها تحيي هذه السنة وتعود إليها وعنه "من أحيا سنة أُميتت من بعدي فكأنما أحياني". فإذا كان مدح النبي يغفر الذنوب جميعاً وفي رواية عن حسان بن ثابت الذي كان ممن خاضوا في حادثة الافك عذّبه الله تعالى بالعمى وهو عذاب عظيم (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) النور) شتمه أحدهم أمام عائشة رضي الله عنها فقالت لا تقع فيه فقد غفر الله له ذنوبه ببيت من الشعر مدح به رسول الله :
هجوت محمداً فأجبتُ عنه وعند الله في ذاك الجزاء
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
اتهجوه ولست له بكفء فشرّكما لخيركم افتداء
ولهذا على الشاعر أن يجعل زكاة شعره أن يمدح النبي ببيتين من الشعر عسى الله أن يغفر بهما ذنوبه.
الوضع الذي نحن فيه يحتاج إلى نفحة عاطفية والقرآن بيننا والأحاديث بيننا والمسلمون انفرط عقدهم فما هو الذي يجعلهم يتماسكون؟ شخصية النبي وننطلق من هذا الاحتفال إلى أن نستذكر سيرة المصطفى بطرح جديد موافق لطبيعة العصر ونزيل عنها كل ما شابها ونجعل هذه المناسبة فرصة كي نتجحفل حول الرسول . هذه الأمة مكرمة وفضلها الله تعالى على العالمين (كنتم خير أمة أخرجت للناس) أمة طاهرة في عرضها ، في رحمها وفي توحيد الله عز وجل خمسة عشر قرناً والتوحيد هاجسنا وعلى المسلمين أن يعتنوا بهذا المولد عناية أكاديمية جديدة ليثبتوا الناس على ما ينبغي أن يثبتوهم عليه وللأسف فقد شاع الجفاء في بعض المناطق والجفاء مع النبي من الجفاء وهذا من مكر الله تعالى والاحتفال ببدر والاسراء والمعراج والمولد تجديد للعلم والفكر والايمان وأسأل الله تعالى أن يجعلنا من أحباب النبي .
ومن المشاركات الأبيات التالية:
رأيت اليُتم ضيماً في البرايا ويُتم المصطفى عز وجاه
بأن الله أودعه الحبيب وربّى بالفضائل مصطفاه
برغم الفقر ما فقر الحبيب فقد أعطى الإله له غناه
قرآناً كشمس الصبح يهدي وبدراً مثله هدياً عطاه
وأصحاباً كحبات الثريا أضاءوا لنا الطريق لمنتهاه
وبشرى في الضحى ولسوف ترضى يقيني إن ربي قد رضاه
وجنباً ليّناً لم يعتريه جفاء للصديق ومن ولاه
ونهراً كوثراً في الخلد يجري فأين الفقر أين من ادّعاه؟
فكان البِّرُ بالأيتام دوماً كريم مرسل غيثٌ عطاه.
ما هو المطلوب منا عمله في هذا اليوم المبارك أنه علينا الاكثار من الصلاة عليه وتتبع سيرته وتجديد عهده وعلى العائلات أن تجمع الأولاد في هذا اليوم ويعلموهم السيرة ويجددون إيمانهم ويتذكروا حياته وإيمانه وأفضاله كما جاء في الحديث الشريف عنه "أدبوا أولادكم على حبي".
عزَّ دمعٌ
لذكرى خير الأنام
دمعة منك أم دموع عيونى
والذى أنزل الهــــدى وكتابا
فيه آياتٌ , حكمةٌ وصلاح
كلمـــا أقبل الصباح ســـألنا
ولكم طول عمر نوحَ لتبقى
وإذا جاءنا المساء دعــونا
طالمـا أنت لـلقـلوب دواء
كن لطه وكن لأحمد ذخراً
فالمعالى ما نالها من جبان
لم نزل فى هواك نصدق قولا
إنما نحن للحقيقة زند
يا حبيبى إذا تنكر صحب
وصلتنى رسالة منك أحيت
فسمونا إلى رحابك نسعى
عزَّ دمع أراه فوق خدود
أي هذا الذى يعيش بصدرى
أنت لا شك أنت أسعد حالا
كلنا فى مديح أحمد نحيا
بيدْ أنى مقصّر فى أمورى
لم أجاهد ولم أصل لحبيب
مثلى كالذى يعانى ويشكو
فصلاةٌ عليه ألف سلام
فكلانا بالحب غير ضنين
فيه ما فيه من رضا ويقـين
ورشاد إلى طريق مبين
حفظكم فى جميل ودٍ أمين
يا حبـيـبا فـديـتـه بـوتــيـن
أن نراكم بخير يسـرٍ ولـين
يا طبيبا لصدرنا من مهــين
فى زمانٍ ران القلوبَ بطين
يا جريئا فى فكره برصين
لم نجامل ولم نتاجر بدين
راسخ من ظواهر ودفين
ومعينى ويا لكم من معين
ما بنا من وجدٍ عظيم حنين
مسّنا فى هواك ليل أنين
طهّر النفس من فتات سنين
فى رضا هوى وحب مكين
ولكم من صلاح علم ودين
ما حيينا ليوم ذاك اليقين
فأنا أولى بالبكاء الحزين
رغم أنى أسير شوق متين
لم يعالج ورام يأس سجين
أنقذتنا فى توّها كل حيـــــــــــــــن
الأربعاء أكتوبر 07 2015, 11:28 من طرف مهاجي30
» الفرض الاول علمي في مادة الأدب العربي
السبت نوفمبر 22 2014, 14:57 من طرف slim2011
» الفرض الاول ادب عربي شعبة ادب و فلسفة
السبت أكتوبر 18 2014, 06:35 من طرف عبد الحفيظ10
» دروس الاعلام الآلي كاملة
الثلاثاء سبتمبر 23 2014, 09:24 من طرف mohamed.ben
» دروس في الهندسة الميكانيكية
الخميس سبتمبر 18 2014, 04:37 من طرف nabil64
» وثائق هامة في مادة الفيزياء
الأربعاء سبتمبر 10 2014, 21:12 من طرف sabah
» طلب مساعدة من سيادتكم الرجاء الدخول
الجمعة سبتمبر 05 2014, 19:57 من طرف amina
» مذكرات الأدب العربي شعبة آداب و فلسفة نهائي
الجمعة سبتمبر 05 2014, 19:53 من طرف amina
» مذكراث السنة الثالثة ثانوي للغة العربية شعبة ادب
الثلاثاء أغسطس 19 2014, 07:29 من طرف walid saad saoud
» les fiches de 3 as* projet I**
الجمعة يوليو 11 2014, 11:51 من طرف belaid11