[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
السؤال: هل تتناقض الفرضية كمجال عقلي مع مفهوم البحث التجريبي؟ هل يمكن الاستغناء عن الفرضية؟ هل تستخلص القوانين العلمية من الطبيعة مباشرة أم هي بناء عقلي؟
1- طرح المشكلة: المنهج التجريبي مظهر من مظاهر توصل العلوم إلى قوانين علمية ) تفسير الظواهر الطبيعية( . خطواته تضم ما هو حسي و ما هو عقلي ومن أبرزها الفرضية كخطوة عقلية، فمكانتها ضمن هذا المنهج عرفت جدالا كبيرا بين الفلاسفة والعلماء.
فهل تتناقض الفرضية مع مفهوم البحث العلمي؟
2- محاولة حل المشكلة:
القضية: لا تتناقض الفرضية كمجال عقلي مع مفهوم البحث التجريبي.
البرهان: إن الفرضية نقطة انطلاق ضرورية لكل بحث تجريبي وهي من حيث المفهوم مجهود عقلي يستهدف الخروج من التساؤلات التي تطرحها الملاحظة وحجتهم أن الاكتشافات العلمية أساسها العقل فهي ليست مجرد تجميع للملاحظات والتجارب، عبر عن هذه الأطروحة * كلود برنارد* قائلا: ‘ ينبغي أن نطلق العنان للخيال فالفرضية هي مبدأ كل برهنة واختراع أنها تنشا عن نوع من الشعور السابق للعقل’ ، ومن الأمثلة التي تبين دور الفرضية في بناء العلم أن * باستور* ربط ظاهرة التعفن بالجراثيم رغم عدم رؤيته لها و*فرانسوا اوبير* كان عالما كبيرا لم تمنعه اعاقته البصرية من تخيل التجارب الصحيحة لأنه عوض فقدان البصر بقوة الحدس العقلي وبقدرته على وضع فرضيات صحيحة. ان اهمية الفرضية تكمن في توجيه العمل التجريبي فلا مصداقية للتجربة الا اذا كانت موجهة نحو اثبات فكرة او دحضها. وكل ذلك دفع *بوانكريه* الى القول: ‘ ان التجريب دون فكرة سابقة غير ممكن لانه سيجعل كل تجربة عقيمة ‘.
والفرضية لها اهمية بعيدة المدى من حيث قدرتنا على اثارة الملاحظات والتجارب وكذا رسم الاهداف وتجاوز العوائق قال *ميدوار* في كتابه: - نصيحة الى كل عالم شاب- : ‘ على الباحث ان يستمع دوما الى صوت ياتيه من بعيد – صوت الفرضية- يذكره بسهولة كيف يمكن ان يكون ‘ .
-النقد: ان هذا الموقف يتجاهل بان الفرضية من خلال اعتمادها على الخيال قد تبعدنا عن الواقع وتدخلنا في متاهات يصعب الخروج منها، كما انها تحمل معنى الحكم المسبق الذي يتعارض مع الروح العلمية.
نقيض القضية: تتناقض الفرضية مع مفهوم البحث التجريبي.
البرهان: المنهج التجريبي هو المنهج الاستقرائي القائم على الملاحظة والتجريب ولا مكان فيه للفرضية، وحجتهم ان الفرضية تقوم على عنصر الخيال والخيال يبعدنا عن الواقع، تجلى هذا الموقف في نصيحة * ماجندي* الى احد تلاميذه: ‘ اترك عباءتك وخيالك عند باب المخبر’ . وتعمقت اكثر فكرة استبعاد الفرضية على يد الانجليزي * جون ستيوارت مل* الذي قام بوضع قواعد الاستقراء وهي قواعد تجريبية منطقية تدرك من خلالها العلاقة السببية بين العلة والمعلول وهي كالتالي:
قاعدة الاتفاق والتلازم في الحضور: ظاهر M تدخلت في حدوثها اسباب معينة، تكرار نفس السبب في نفس الظاهرة يدل وفق قوانين ستيوارت مل ان ذلك العنصر هو سبب الظاهرة لانه اتفق وتلازم في الحضور.
بالاضافة الى: قاعدة التغير النسبي، قاعدة البواقي، قاعدة الاتفاق والتلازم في الغياب. ومن الامثلة التي توضح قاعدة الاتفاق البحث الذي قام به العالم *ويلز* حول اسباب تكون الندى حيث لاحظ ان الندى يتكون على المرآة تقريبا من الفم، وعلى زجاج النوافذ في الشتاء...
وارجع ذلك الى انخفاض حرارة الاجسام مقارنة مع درجة حرارة الوسط الخارجي، قال *ستيوارت مل* : ‘ان الطبيعة كتاب مفتوح لادراك القوانين التي تتحكم فيها ما عليك الا ان تطلق العنان لحواسك’ وراى *اوجست كونت* ان الطريقة العلمية تختلف عن الطريقة الفلسفية فهي ليست بحاجة الى التاويل العقلي بل الى الوصف من خلال اجراء التجارب وهذا ما اكد عليه *ارنست ماخ* قائلا: ‘المعرفة العلمية تقوم على انجاز تجربة مباشرة’.
تعتبر الفرضية مجرد قفزة نحو المجهول، كما انها قد تميل نحو اثبات فكرة.
النقد: ان الانتقال مباشرة من الملاحظة الى التجربة يقصي في الحقيقة القاعدة التي يبنى عليها كل اكتشاف علمي فالفرضية اطار موجه لمسار البحث فتاريخ العلم يكشف على ان تاريخه هو تاريخ الفرضيات.
التركيب: العلم ضرب من المعرفة المنهجية فهو يدرس الظواهر المختلفة من اجل الكشف عن قوانينها وتاريخ العلم يؤكد ان اهم النظريات العلمية وضعها اصحابها بالاعتماد على الفرضية. نيوتن مثلا يضع بحثه نصب عينيه وكان كثير التامل. من هذا المنطلق الفرضية لازمة ومشروعة قال *كانط*: ‘ينبغي ان يتقدم العقل الى الطبيعة ماسكا بيد المبادئ وباليد الاخرى التجريب الذي تخيله وفق تلك المبادئ’ فالطرق الاستقصائية التي وضعها *ستيوارت مل* غير كافية نظرا لطابعها الحسي فهي بحاجة الى قوة الحدس العقلي قال *غاستون راشلار*: ‘ ان التجربة والعقل مرتبطان في التفكير العلمي فالتجربة في حاجة الى ان تفهم والعقلانية في حاجة الى ان تطبق’ فالفرضية ضرورية لا يمكن استبعادها من المنهج التجريبي.
3- حل المشكلة:
الاستنتاج: نستنتج ان المعرفة العلمية يتكامل فيها الموضوع والمنهج وعلى حد تعبير *جون المو* : العلم بناء، غير ان خطوات المنهج العلمي لم تكن مسالة واضحة المعالم بل غلب عليها الطابع الجدلي فالموقف العقلي مثلا تمسك بالفرضية فالعلم عندهم ابداع والابداع في حاجة الى الخيال، على النقيض من ذلك الموقف التجريبي رفض الفرضية واقترح قواعد الاستقراء غير ان منطق التحليل كشف لنا عن عدم كفاية هذه القواعد.
الفصل النهائي: لا يمكن الاستغناء عن الفرضية مع وضعها في اطارها العلمي الذي يتماشى وميدان الدراسة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
السؤال: هل تتناقض الفرضية كمجال عقلي مع مفهوم البحث التجريبي؟ هل يمكن الاستغناء عن الفرضية؟ هل تستخلص القوانين العلمية من الطبيعة مباشرة أم هي بناء عقلي؟
1- طرح المشكلة: المنهج التجريبي مظهر من مظاهر توصل العلوم إلى قوانين علمية ) تفسير الظواهر الطبيعية( . خطواته تضم ما هو حسي و ما هو عقلي ومن أبرزها الفرضية كخطوة عقلية، فمكانتها ضمن هذا المنهج عرفت جدالا كبيرا بين الفلاسفة والعلماء.
فهل تتناقض الفرضية مع مفهوم البحث العلمي؟
2- محاولة حل المشكلة:
القضية: لا تتناقض الفرضية كمجال عقلي مع مفهوم البحث التجريبي.
البرهان: إن الفرضية نقطة انطلاق ضرورية لكل بحث تجريبي وهي من حيث المفهوم مجهود عقلي يستهدف الخروج من التساؤلات التي تطرحها الملاحظة وحجتهم أن الاكتشافات العلمية أساسها العقل فهي ليست مجرد تجميع للملاحظات والتجارب، عبر عن هذه الأطروحة * كلود برنارد* قائلا: ‘ ينبغي أن نطلق العنان للخيال فالفرضية هي مبدأ كل برهنة واختراع أنها تنشا عن نوع من الشعور السابق للعقل’ ، ومن الأمثلة التي تبين دور الفرضية في بناء العلم أن * باستور* ربط ظاهرة التعفن بالجراثيم رغم عدم رؤيته لها و*فرانسوا اوبير* كان عالما كبيرا لم تمنعه اعاقته البصرية من تخيل التجارب الصحيحة لأنه عوض فقدان البصر بقوة الحدس العقلي وبقدرته على وضع فرضيات صحيحة. ان اهمية الفرضية تكمن في توجيه العمل التجريبي فلا مصداقية للتجربة الا اذا كانت موجهة نحو اثبات فكرة او دحضها. وكل ذلك دفع *بوانكريه* الى القول: ‘ ان التجريب دون فكرة سابقة غير ممكن لانه سيجعل كل تجربة عقيمة ‘.
والفرضية لها اهمية بعيدة المدى من حيث قدرتنا على اثارة الملاحظات والتجارب وكذا رسم الاهداف وتجاوز العوائق قال *ميدوار* في كتابه: - نصيحة الى كل عالم شاب- : ‘ على الباحث ان يستمع دوما الى صوت ياتيه من بعيد – صوت الفرضية- يذكره بسهولة كيف يمكن ان يكون ‘ .
-النقد: ان هذا الموقف يتجاهل بان الفرضية من خلال اعتمادها على الخيال قد تبعدنا عن الواقع وتدخلنا في متاهات يصعب الخروج منها، كما انها تحمل معنى الحكم المسبق الذي يتعارض مع الروح العلمية.
نقيض القضية: تتناقض الفرضية مع مفهوم البحث التجريبي.
البرهان: المنهج التجريبي هو المنهج الاستقرائي القائم على الملاحظة والتجريب ولا مكان فيه للفرضية، وحجتهم ان الفرضية تقوم على عنصر الخيال والخيال يبعدنا عن الواقع، تجلى هذا الموقف في نصيحة * ماجندي* الى احد تلاميذه: ‘ اترك عباءتك وخيالك عند باب المخبر’ . وتعمقت اكثر فكرة استبعاد الفرضية على يد الانجليزي * جون ستيوارت مل* الذي قام بوضع قواعد الاستقراء وهي قواعد تجريبية منطقية تدرك من خلالها العلاقة السببية بين العلة والمعلول وهي كالتالي:
قاعدة الاتفاق والتلازم في الحضور: ظاهر M تدخلت في حدوثها اسباب معينة، تكرار نفس السبب في نفس الظاهرة يدل وفق قوانين ستيوارت مل ان ذلك العنصر هو سبب الظاهرة لانه اتفق وتلازم في الحضور.
بالاضافة الى: قاعدة التغير النسبي، قاعدة البواقي، قاعدة الاتفاق والتلازم في الغياب. ومن الامثلة التي توضح قاعدة الاتفاق البحث الذي قام به العالم *ويلز* حول اسباب تكون الندى حيث لاحظ ان الندى يتكون على المرآة تقريبا من الفم، وعلى زجاج النوافذ في الشتاء...
وارجع ذلك الى انخفاض حرارة الاجسام مقارنة مع درجة حرارة الوسط الخارجي، قال *ستيوارت مل* : ‘ان الطبيعة كتاب مفتوح لادراك القوانين التي تتحكم فيها ما عليك الا ان تطلق العنان لحواسك’ وراى *اوجست كونت* ان الطريقة العلمية تختلف عن الطريقة الفلسفية فهي ليست بحاجة الى التاويل العقلي بل الى الوصف من خلال اجراء التجارب وهذا ما اكد عليه *ارنست ماخ* قائلا: ‘المعرفة العلمية تقوم على انجاز تجربة مباشرة’.
تعتبر الفرضية مجرد قفزة نحو المجهول، كما انها قد تميل نحو اثبات فكرة.
النقد: ان الانتقال مباشرة من الملاحظة الى التجربة يقصي في الحقيقة القاعدة التي يبنى عليها كل اكتشاف علمي فالفرضية اطار موجه لمسار البحث فتاريخ العلم يكشف على ان تاريخه هو تاريخ الفرضيات.
التركيب: العلم ضرب من المعرفة المنهجية فهو يدرس الظواهر المختلفة من اجل الكشف عن قوانينها وتاريخ العلم يؤكد ان اهم النظريات العلمية وضعها اصحابها بالاعتماد على الفرضية. نيوتن مثلا يضع بحثه نصب عينيه وكان كثير التامل. من هذا المنطلق الفرضية لازمة ومشروعة قال *كانط*: ‘ينبغي ان يتقدم العقل الى الطبيعة ماسكا بيد المبادئ وباليد الاخرى التجريب الذي تخيله وفق تلك المبادئ’ فالطرق الاستقصائية التي وضعها *ستيوارت مل* غير كافية نظرا لطابعها الحسي فهي بحاجة الى قوة الحدس العقلي قال *غاستون راشلار*: ‘ ان التجربة والعقل مرتبطان في التفكير العلمي فالتجربة في حاجة الى ان تفهم والعقلانية في حاجة الى ان تطبق’ فالفرضية ضرورية لا يمكن استبعادها من المنهج التجريبي.
3- حل المشكلة:
الاستنتاج: نستنتج ان المعرفة العلمية يتكامل فيها الموضوع والمنهج وعلى حد تعبير *جون المو* : العلم بناء، غير ان خطوات المنهج العلمي لم تكن مسالة واضحة المعالم بل غلب عليها الطابع الجدلي فالموقف العقلي مثلا تمسك بالفرضية فالعلم عندهم ابداع والابداع في حاجة الى الخيال، على النقيض من ذلك الموقف التجريبي رفض الفرضية واقترح قواعد الاستقراء غير ان منطق التحليل كشف لنا عن عدم كفاية هذه القواعد.
الفصل النهائي: لا يمكن الاستغناء عن الفرضية مع وضعها في اطارها العلمي الذي يتماشى وميدان الدراسة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الأربعاء أكتوبر 07 2015, 11:28 من طرف مهاجي30
» الفرض الاول علمي في مادة الأدب العربي
السبت نوفمبر 22 2014, 14:57 من طرف slim2011
» الفرض الاول ادب عربي شعبة ادب و فلسفة
السبت أكتوبر 18 2014, 06:35 من طرف عبد الحفيظ10
» دروس الاعلام الآلي كاملة
الثلاثاء سبتمبر 23 2014, 09:24 من طرف mohamed.ben
» دروس في الهندسة الميكانيكية
الخميس سبتمبر 18 2014, 04:37 من طرف nabil64
» وثائق هامة في مادة الفيزياء
الأربعاء سبتمبر 10 2014, 21:12 من طرف sabah
» طلب مساعدة من سيادتكم الرجاء الدخول
الجمعة سبتمبر 05 2014, 19:57 من طرف amina
» مذكرات الأدب العربي شعبة آداب و فلسفة نهائي
الجمعة سبتمبر 05 2014, 19:53 من طرف amina
» مذكراث السنة الثالثة ثانوي للغة العربية شعبة ادب
الثلاثاء أغسطس 19 2014, 07:29 من طرف walid saad saoud
» les fiches de 3 as* projet I**
الجمعة يوليو 11 2014, 11:51 من طرف belaid11