ما يحصلُ من النزغِ بين الزوجين ؟
إنَّ الشيطان ينزغ بين العبادِ [وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا] لذا.قال تعالى لنبيه [قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ] فأمره بالتعوّذِ من همزاتهم ومن حضورهم, ودلّت الآيةُ أنَّ هناك من الشياطين ما هو نشطاء وما هم لبداء, ويزيد ذلك دلالة الحديث في صحيح مسلم: عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِىءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا قَالَ ثُمَّ يَجِىءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ - قَالَ - فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ نِعْمَ أَنْتَ ». قَالَ الأَعْمَشُ أُرَاهُ قَالَ « فَيَلْتَزِمُهُ ».
فليتنبه لهذا بني الزوج, وأن لا يدع من الغضبِ نزغاً وتفريقاً شتاتاً, ثم إن المغاضبةَ لا بدًّ وحاصلةٌُ, من أهلِ الفضلِ والصلاح والفساد, لكنَّ المؤمنين إذا تذكروا بربهم ذكروه,فقدوتنا "إبراهيم الخليل" عليه الصلاة والسلام, فقد كانَ متزوجاً سارة –وكانت أجمل نساء زمانه- وجاءَ أحد الجبابرة وبلّغ عنها, فدعاها وزوجها, فأرادها, فدعت عليه ثلاثاً لا يستطيع حراكاً, حتى قال: أخرجوها فإنما هيَ بشيطانَ. فأعطى الجبار إبراهيم هاجرَ أم إسماعيلَ فكانتْ أمةً عند سارة, ثم ملكته لإبراهيم, فغشيها فولدت له, فنشبتِ الغيرةُ وهربت بمنطقها –وهيَ أوَّل من اتخذت المنطق- إلى مكة, فهذه سارة زوجة خليلنا وقدوتنا إبراهيمَ قد توعَّدت هاجرَ إن لقيتها لتقطعنَّ منها بعضُ أعضائها, فالشاهدُ: أنّه إن كانَتِ المشاكل ومساوئ الحال منها! وكما حصلَ مع أيوب –عليه السلام- لما قسمَ إن عافاه الله ليضربنَّها (مائة جلدة) فلما عافاه الله وأرادَ أن يبرَّ بقسمِهِ قال الله له [وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ] أي شمخاراً مكوناً من 100 عصا تضربها في جلدةٍ –وهذه خاصية لأيوب عليه السلام- وذلكَ لبر زوجتِهِ ووفاءِها في مدة تزيد على (18سنة) بعد أن هجره قومه وبعد عنه أهله.
وكما حصل مع النبي –صلى الله عليه وسلم- مع زوجاته, فقد روى مسلم في "صحيحه" أنَّه دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَوَجَدَ النَّاسَ جُلُوسًا بِبَابِهِ لَمْ يُؤْذَنْ لأَحَدٍ مِنْهُمْ - قَالَ - فَأُذِنَ لأَبِى بَكْرٍ فَدَخَلَ ثُمَّ أَقْبَلَ عُمَرُ فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ فَوَجَدَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- جَالِسًا حَوْلَهُ نِسَاؤُهُ وَاجِمًا سَاكِتًا - قَالَ - فَقَالَ لأَقُولَنَّ شَيْئًا أُضْحِكُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَ بِنْتَ خَارِجَةَ سَأَلَتْنِى النَّفَقَةَ فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَوَجَأْتُ عُنُقَهَا.
فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ « هُنَّ حَوْلِى كَمَا تَرَى يَسْأَلْنَنِى النَّفَقَةَ ». فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عَائِشَةَ يَجَأُ عُنُقَهَا فَقَامَ عُمَرُ إِلَى حَفْصَةَ يَجَأُ عُنُقَهَا كِلاَهُمَا يَقُولُ تَسْأَلْنَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا لَيْسَ عِنْدَهُ. فَقُلْنَ وَاللَّهِ لاَ نَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- شَيْئًا أَبَدًا لَيْسَ عِنْدَهُ . ثُمَّ اعْتَزَلَهُنَّ شَهْرًا أَوْ تِسْعًا وَعِشْرِينَ في مشربة له ثُمَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةُ (يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ) حَتَّى بَلَغَ (لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا) .
فكانَ في بيته -صلوات الله وسلامه عليه- نوعاً من المغاضباتِ من زوجاتِهِ, ولكن يصلح الأمر ويهدأ ويزداد بذلك حباً لنسائه.
وهذا الشيخ الصحابي أبو بكرٍ الصديق –رضي الله عنه- جاءَ في "صحيح البخاري": عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ تَضَيَّفَ رَهْطًا فَقَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ دُونَكَ أَضْيَافَكَ فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَافْرُغْ مِنْ قِرَاهُمْ قَبْلَ أَنْ أَجِيءَ فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَأَتَاهُمْ بِمَا عِنْدَهُ فَقَالَ اطْعَمُوا فَقَالُوا أَيْنَ رَبُّ مَنْزِلِنَا قَالَ اطْعَمُوا قَالُوا مَا نَحْنُ بِآكِلِينَ حَتَّى يَجِيءَ رَبُّ مَنْزِلِنَا قَالَ اقْبَلُوا عَنَّا قِرَاكُمْ فَإِنَّهُ إِنْ جَاءَ وَلَمْ تَطْعَمُوا لَنَلْقَيَنَّ مِنْهُ فَأَبَوْا فَعَرَفْتُ أَنَهُ يَجِدُ عَلَيَّ فَلَمَّا جَاءَ تَنَحَّيْتُ عَنْهُ فَقَالَ مَا صَنَعْتُمْ فَأَخْبَرُوهُ –في رواية: فجدَّع وسبَّ ونال من زوجته من شدة حرجه مع أضيافه- فَقَالَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَسَكَتُّ ثُمَّ قَالَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَسَكَتُّ فَقَالَ يَا غُنْثَرُ أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ صَوْتِي لَمَّا جِئْتَ فَخَرَجْتُ فَقُلْتُ سَلْ أَضْيَافَكَ فَقَالُوا صَدَقَ أَتَانَا بِهِ قَالَ فَإِنَّمَا انْتَظَرْتُمُونِي وَاللَّهِ لاَ أَطْعَمُهُ اللَّيْلَةَ. فَقَالَ الآخَرُونَ: وَاللَّهِ لاَ نَطْعَمُهُ حَتَّى تَطْعَمَهُ. وقال: كلوا لا هنيئاً . فقالوا: والله نحن ما بآكلينَ حتى تأكل. قَالَ: لَمْ أَرَ فِي الشَّرِّ كَاللَّيْلَةِ وَيْلَكُمْ مَا أَنْتُمْ لِمَ لاَ تَقْبَلُونَ عَنَّا قِرَاكُمْ هَاتِ طَعَامَكَ فَجَاءَهُ فَوَضَعَ يَدَهُ فَقَالَ بِاسْمِ اللهِ الأُولَى لِلشَّيْطَانِ فَأَكَلَ وَأَكَلُوا. وجاءَ في بعضِ الرواياتِ أنه أتى النبيَّ عليه السلام فقال: قد بروا بيمينهم وحنثت في يميني؟ فقال –عليه الصلاة والسلام-: بل أنت خيرهم وأبرهم يا أبا بكر. وقد حدَّث عبد الرحمن ابنه إذ قال: ايْمُ اللهِ مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنَ اللُّقْمَةِ إِلاَّ رَبَا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا حَتَّى شَبِعُوا وَصَارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلُ بركةً . فقال أبو بكر: إنما كان –أي يمينه- من الشيطان.
فَإذا دارت مشكلة بين الزوجين, فجديرٌ بكل غضب أن يتعوَّذ بالله من الشيطانِ الرجيمِ, فإنَّ الغضب من الشيطان, وإنما خلقَ الشيطان من نارٍ, والماءُ يطفئ النار, ويحسنُ أن يتوضأ بعده, وأن يغيّر من جلسته وهيئته, فإنَّ ذلك مما يخفّفُ من الغضبِ, ورد هذا –على خلافٍ- بعضاً من النبي –صلى الله عليه وسلم- .
وهذا عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه –أول من أسلم من الصبيان وزوجته فاطمة سيدة نساء الجنة- أسرةٌ مباركةٌ, ومع ذلك فهم بشر, فقد ورد في الأثرِ: جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ فَاطِمَةَ ...
وهكذا فليكنِ الآباء يزوروا أحوالَ بناتِهِ كما كانَ يفعل ذلك أبو بكر الصديق مع عائشة وعمر بن الخطاب مع حفصةَ وما حصلَ مع أبي الدرداءِ وسلمانَ في أمر زوجته...وكانَ النبيُّ يأتي بيتَ فاطمةَ من الليلِ فيطرق البابَ ليقوما من الليلِ فيصليا..
فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ قَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي لا أدري أين هو..
فإذا حصلت مغاضبات في البيت فلا ينبغي أنْ يُخرجَ زوجته ويطردها من بيتها إلى أهلها, فليسَ ما ستذهب إليهِ مأواها, بل أخرج أنتَ أيها الزوج إلى مسجدكَ إلى أهلكَ...
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لإِنْسَانٍ انْظُرْ أَيْنَ هُوَ فَجَاءَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ وَأَصَابَهُ تُرَابٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَيَقُولُ قُمْ أَبَا تُرَابٍ قُمْ أَبَا تُرَابٍ.
إنَّ الشيطان ينزغ بين العبادِ [وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا] لذا.قال تعالى لنبيه [قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ] فأمره بالتعوّذِ من همزاتهم ومن حضورهم, ودلّت الآيةُ أنَّ هناك من الشياطين ما هو نشطاء وما هم لبداء, ويزيد ذلك دلالة الحديث في صحيح مسلم: عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِىءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا قَالَ ثُمَّ يَجِىءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ - قَالَ - فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ نِعْمَ أَنْتَ ». قَالَ الأَعْمَشُ أُرَاهُ قَالَ « فَيَلْتَزِمُهُ ».
فليتنبه لهذا بني الزوج, وأن لا يدع من الغضبِ نزغاً وتفريقاً شتاتاً, ثم إن المغاضبةَ لا بدًّ وحاصلةٌُ, من أهلِ الفضلِ والصلاح والفساد, لكنَّ المؤمنين إذا تذكروا بربهم ذكروه,فقدوتنا "إبراهيم الخليل" عليه الصلاة والسلام, فقد كانَ متزوجاً سارة –وكانت أجمل نساء زمانه- وجاءَ أحد الجبابرة وبلّغ عنها, فدعاها وزوجها, فأرادها, فدعت عليه ثلاثاً لا يستطيع حراكاً, حتى قال: أخرجوها فإنما هيَ بشيطانَ. فأعطى الجبار إبراهيم هاجرَ أم إسماعيلَ فكانتْ أمةً عند سارة, ثم ملكته لإبراهيم, فغشيها فولدت له, فنشبتِ الغيرةُ وهربت بمنطقها –وهيَ أوَّل من اتخذت المنطق- إلى مكة, فهذه سارة زوجة خليلنا وقدوتنا إبراهيمَ قد توعَّدت هاجرَ إن لقيتها لتقطعنَّ منها بعضُ أعضائها, فالشاهدُ: أنّه إن كانَتِ المشاكل ومساوئ الحال منها! وكما حصلَ مع أيوب –عليه السلام- لما قسمَ إن عافاه الله ليضربنَّها (مائة جلدة) فلما عافاه الله وأرادَ أن يبرَّ بقسمِهِ قال الله له [وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ] أي شمخاراً مكوناً من 100 عصا تضربها في جلدةٍ –وهذه خاصية لأيوب عليه السلام- وذلكَ لبر زوجتِهِ ووفاءِها في مدة تزيد على (18سنة) بعد أن هجره قومه وبعد عنه أهله.
وكما حصل مع النبي –صلى الله عليه وسلم- مع زوجاته, فقد روى مسلم في "صحيحه" أنَّه دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَوَجَدَ النَّاسَ جُلُوسًا بِبَابِهِ لَمْ يُؤْذَنْ لأَحَدٍ مِنْهُمْ - قَالَ - فَأُذِنَ لأَبِى بَكْرٍ فَدَخَلَ ثُمَّ أَقْبَلَ عُمَرُ فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ فَوَجَدَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- جَالِسًا حَوْلَهُ نِسَاؤُهُ وَاجِمًا سَاكِتًا - قَالَ - فَقَالَ لأَقُولَنَّ شَيْئًا أُضْحِكُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَ بِنْتَ خَارِجَةَ سَأَلَتْنِى النَّفَقَةَ فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَوَجَأْتُ عُنُقَهَا.
فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ « هُنَّ حَوْلِى كَمَا تَرَى يَسْأَلْنَنِى النَّفَقَةَ ». فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عَائِشَةَ يَجَأُ عُنُقَهَا فَقَامَ عُمَرُ إِلَى حَفْصَةَ يَجَأُ عُنُقَهَا كِلاَهُمَا يَقُولُ تَسْأَلْنَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا لَيْسَ عِنْدَهُ. فَقُلْنَ وَاللَّهِ لاَ نَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- شَيْئًا أَبَدًا لَيْسَ عِنْدَهُ . ثُمَّ اعْتَزَلَهُنَّ شَهْرًا أَوْ تِسْعًا وَعِشْرِينَ في مشربة له ثُمَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةُ (يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ) حَتَّى بَلَغَ (لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا) .
فكانَ في بيته -صلوات الله وسلامه عليه- نوعاً من المغاضباتِ من زوجاتِهِ, ولكن يصلح الأمر ويهدأ ويزداد بذلك حباً لنسائه.
وهذا الشيخ الصحابي أبو بكرٍ الصديق –رضي الله عنه- جاءَ في "صحيح البخاري": عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ تَضَيَّفَ رَهْطًا فَقَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ دُونَكَ أَضْيَافَكَ فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَافْرُغْ مِنْ قِرَاهُمْ قَبْلَ أَنْ أَجِيءَ فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَأَتَاهُمْ بِمَا عِنْدَهُ فَقَالَ اطْعَمُوا فَقَالُوا أَيْنَ رَبُّ مَنْزِلِنَا قَالَ اطْعَمُوا قَالُوا مَا نَحْنُ بِآكِلِينَ حَتَّى يَجِيءَ رَبُّ مَنْزِلِنَا قَالَ اقْبَلُوا عَنَّا قِرَاكُمْ فَإِنَّهُ إِنْ جَاءَ وَلَمْ تَطْعَمُوا لَنَلْقَيَنَّ مِنْهُ فَأَبَوْا فَعَرَفْتُ أَنَهُ يَجِدُ عَلَيَّ فَلَمَّا جَاءَ تَنَحَّيْتُ عَنْهُ فَقَالَ مَا صَنَعْتُمْ فَأَخْبَرُوهُ –في رواية: فجدَّع وسبَّ ونال من زوجته من شدة حرجه مع أضيافه- فَقَالَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَسَكَتُّ ثُمَّ قَالَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَسَكَتُّ فَقَالَ يَا غُنْثَرُ أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ صَوْتِي لَمَّا جِئْتَ فَخَرَجْتُ فَقُلْتُ سَلْ أَضْيَافَكَ فَقَالُوا صَدَقَ أَتَانَا بِهِ قَالَ فَإِنَّمَا انْتَظَرْتُمُونِي وَاللَّهِ لاَ أَطْعَمُهُ اللَّيْلَةَ. فَقَالَ الآخَرُونَ: وَاللَّهِ لاَ نَطْعَمُهُ حَتَّى تَطْعَمَهُ. وقال: كلوا لا هنيئاً . فقالوا: والله نحن ما بآكلينَ حتى تأكل. قَالَ: لَمْ أَرَ فِي الشَّرِّ كَاللَّيْلَةِ وَيْلَكُمْ مَا أَنْتُمْ لِمَ لاَ تَقْبَلُونَ عَنَّا قِرَاكُمْ هَاتِ طَعَامَكَ فَجَاءَهُ فَوَضَعَ يَدَهُ فَقَالَ بِاسْمِ اللهِ الأُولَى لِلشَّيْطَانِ فَأَكَلَ وَأَكَلُوا. وجاءَ في بعضِ الرواياتِ أنه أتى النبيَّ عليه السلام فقال: قد بروا بيمينهم وحنثت في يميني؟ فقال –عليه الصلاة والسلام-: بل أنت خيرهم وأبرهم يا أبا بكر. وقد حدَّث عبد الرحمن ابنه إذ قال: ايْمُ اللهِ مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنَ اللُّقْمَةِ إِلاَّ رَبَا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا حَتَّى شَبِعُوا وَصَارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلُ بركةً . فقال أبو بكر: إنما كان –أي يمينه- من الشيطان.
فَإذا دارت مشكلة بين الزوجين, فجديرٌ بكل غضب أن يتعوَّذ بالله من الشيطانِ الرجيمِ, فإنَّ الغضب من الشيطان, وإنما خلقَ الشيطان من نارٍ, والماءُ يطفئ النار, ويحسنُ أن يتوضأ بعده, وأن يغيّر من جلسته وهيئته, فإنَّ ذلك مما يخفّفُ من الغضبِ, ورد هذا –على خلافٍ- بعضاً من النبي –صلى الله عليه وسلم- .
وهذا عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه –أول من أسلم من الصبيان وزوجته فاطمة سيدة نساء الجنة- أسرةٌ مباركةٌ, ومع ذلك فهم بشر, فقد ورد في الأثرِ: جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ فَاطِمَةَ ...
وهكذا فليكنِ الآباء يزوروا أحوالَ بناتِهِ كما كانَ يفعل ذلك أبو بكر الصديق مع عائشة وعمر بن الخطاب مع حفصةَ وما حصلَ مع أبي الدرداءِ وسلمانَ في أمر زوجته...وكانَ النبيُّ يأتي بيتَ فاطمةَ من الليلِ فيطرق البابَ ليقوما من الليلِ فيصليا..
فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ قَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي لا أدري أين هو..
فإذا حصلت مغاضبات في البيت فلا ينبغي أنْ يُخرجَ زوجته ويطردها من بيتها إلى أهلها, فليسَ ما ستذهب إليهِ مأواها, بل أخرج أنتَ أيها الزوج إلى مسجدكَ إلى أهلكَ...
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لإِنْسَانٍ انْظُرْ أَيْنَ هُوَ فَجَاءَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ وَأَصَابَهُ تُرَابٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَيَقُولُ قُمْ أَبَا تُرَابٍ قُمْ أَبَا تُرَابٍ.
الأربعاء أكتوبر 07 2015, 11:28 من طرف مهاجي30
» الفرض الاول علمي في مادة الأدب العربي
السبت نوفمبر 22 2014, 14:57 من طرف slim2011
» الفرض الاول ادب عربي شعبة ادب و فلسفة
السبت أكتوبر 18 2014, 06:35 من طرف عبد الحفيظ10
» دروس الاعلام الآلي كاملة
الثلاثاء سبتمبر 23 2014, 09:24 من طرف mohamed.ben
» دروس في الهندسة الميكانيكية
الخميس سبتمبر 18 2014, 04:37 من طرف nabil64
» وثائق هامة في مادة الفيزياء
الأربعاء سبتمبر 10 2014, 21:12 من طرف sabah
» طلب مساعدة من سيادتكم الرجاء الدخول
الجمعة سبتمبر 05 2014, 19:57 من طرف amina
» مذكرات الأدب العربي شعبة آداب و فلسفة نهائي
الجمعة سبتمبر 05 2014, 19:53 من طرف amina
» مذكراث السنة الثالثة ثانوي للغة العربية شعبة ادب
الثلاثاء أغسطس 19 2014, 07:29 من طرف walid saad saoud
» les fiches de 3 as* projet I**
الجمعة يوليو 11 2014, 11:51 من طرف belaid11